قطر تُعرب عن استعدادها للتوسط من أجل إصلاح العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر

 قطر تُعرب عن استعدادها للتوسط من أجل إصلاح العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 16 غشت 2023 - 17:32

أعربت دولة قطر عن استعدادها من أجل التدخل بهدف التوسط لإصلاح العلاقات بين المغرب والجزائر، وهي العلاقات التي انقطعت بقرار من نظام عبد المجيد تبون منذ سنتين بدعوى "الأعمال العدائية للمغرب تجاه الجزائر" وفق ما جاء في تصريح وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة.

وجاءت نية قطر للإصلاح بين المغرب والجزائر، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ومستشار رئيس الوزراء، ماجد الأنصاري، في رده على سؤال جريدة القدس العربي اليومية، التي سألته عما إذا كان هناك دور محتمل للدوحة للتوسط لترميم العلاقات بين الجارين المغرب والجزائر.

وحسب ذات المصدر، فإن الأنصاري أكد على أن قطر منفتحة على أي طلب رسمي للوساطة بين الجزائر والمغرب ورأب الصدع بين البلدين، مشيرا إلى أن "العلاقات العربية العربية يجب أن تقوم على التفاهمات المتبادلة"، مضيفا بأن الصدع بين البلدين يشكل مصددر قلق لقطر.

هذا ،وكان تقرير نشرته صحيفة "Nius" في الأيام الأخيرة، جاء فيه بأنه في هذه الأيام تقترب القطيعة بين المغرب والجزائر من إتمام سنتين  دون وجود أي آمال في الأفق بإمكانية حدوث مصالحة بين الطرفين، إلا أن حدة التوتر تراجعت في الفترة الاخيرة، وفق ذات المصدر.

ووفق "نيوس" فإن العديد من القضايا، أبرزها قضية الصحراء، لعبت دورا مهما في توتر العلاقات بين البلدين، لتصل إلى حد توتر حاد بدأت تلوح فيه إشارات حول مواجهة عسكرية محتملة بين البلدين الجارين، قبل أن تتراجع هذه الحدة في الشهور الأخيرة، ويتراجع معها التوتر الذي كان قائما بقوة العام الماضي بالخصوص.

وأدرجت الصحيفة المذكورة عدد من الأسباب التي أشعلت فتيل التوتر بين البلدين، من أبرزها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو الاعتراف التي كان من ضمنه توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وهو الاتفاق الذي اعتبرته الجزائر بمثابة تهديد لها.

إضافة إلى قضايا أخرى مرتبطة باتهامات الجزائر للمغرب بالتجسس عليها ببرنامج "بيغاسوس"، وفق نفس المصدر، والتدخلات العسكرية للقوات المغربية في الصحراء ضد جبهة "البوليساريو" والتي أدت في إحداها إلى مقتل 3 جزائريين كانوا يعبرون الصحراء المغربية نحو موريتانيا على متن شاحنات تجارية.

كما ساهمت قضايا أخرى في نفس الإطار في زيادة حدة القطيعة والتوتر بين الجزائر والمغرب، بعدما قررت الجزائر عدم تجديد العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوربي الذي يعبر الأراضي المغربية نحو إسبانيا، وكان المغرب يحصل مقابل ذلك على حاجياته من الغاز الجزائر، قبل أن يساهم قرار الحكومة الإسبانية بدعم مبادرة الحكم الذاتي للصحراء في تعقيد العلاقات بين الجزائر والمغرب وإسبانيا أكثر.

لكن حدة التوتر وفق صحيفة "نيوس"، بدأت بشكل تدريجي في التراجع، خاصة في الآونة الأخيرة، ولاسيما أن المغرب، من خلال الملك محمد السادس، أبقى دائما اليد ممدودة لترميم الأعطاب الواقعة في العلاقات بين البلدين، حيث دعا أكثر من مرة إلى طي صفحة الخلافات بين البلدين الشقيقية وبدء مفاوضات إصلاح العلاقات بدون شروط وقيود الماضي.

وأشار التقرير المذكور إلى أن دعوة الملك محمد السادس الأخيرة بمناسبة عيد العرش في 29 يوليوز الماضي، يبدو أنها أثمرت بعض النتائج، بعدما أكد في خطابه مرة أخرى، بأن المغرب لن يكون أبدا مصدرا للشر للجزائر، وبعد أيام قليلة صرح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لوسائل إعلام بلاده، خلال حديثه عن الأوضاع في النيجر، بأن الجزائر لن تستعمل القوة مع أي أحد من جيرانها، ويُعتبر المغرب أحد جيران الجزائر.

هذا وتدعو العديد من الأطراف العربية كل من المغرب والجزائر بضرورة الدخول في مفاوضات لانهاء القطيعة وإصلاح العلاقات بين البلدين، وقد طالبت الرباط بذلك في العديد من المناسبات، إلا أن تجاهل هذه الدعوات أو رفضها يكون في الغالب من الجزائر التي تفرض عدد من الشروط لقبول أي مفاوضات.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...