بعد أشهر من الترويج.. تخلّي تبّون فجأة عن حضور قمة "البريكس" والاكتفاء بإيفاد وزير يثير الشكوك حول رفض المجموعة الاقتصادية انضمام الجزائر

 بعد أشهر من الترويج.. تخلّي تبّون فجأة عن حضور قمة "البريكس" والاكتفاء بإيفاد وزير يثير الشكوك حول رفض المجموعة الاقتصادية انضمام الجزائر
الصحيفة - خولة اجعيفري
الثلاثاء 22 غشت 2023 - 13:58

بعد أشهر من الحملات المتواترة التي قادها لتأكيد رغبة بلاده في أن تكون بلداً عضواً ضمن مجموعة "بريكس"، في إطار مساعي تحسين فاعلية الاقتصاد، تراجع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون عن حضور "مؤتمر البريكس بلس"، الذي تحتضنه جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا في دورته الخامسة عشرة، بشكل مفاجئ مكتفيا بإرسال وفد يرأسه وزير المالية الجزائري لعزيز فايد.

وأعلن وزير المالية الجزائري لعزيز فايد، في تصريح للصحافيين، على هامش إطلاق خط جوي جديد بين الجزائر وجوهانسبورغ، أنه سيمثل الرئيس الجزائري في قمة دول بريكس (تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، دون أن يُفصح عن أسباب تغيُّب تبّون وتفضيله عدم المشاركة في القمة.

وفي وقت اكتفى وزير المالية الجزائري، بالتأكيد أنّ دعوة بلاده للمُشاركة في قمة "بريكس"، تبيّن حجم علاقتها "العميقة" مع البلد المستضيف لأشغال القمة جنوب أفريقيا، استغرب مراقبون إيفاد تبّون لوزير في الحكومة عوض حضوره شخصيا، لتعزيز فرص بلاده في الحصول على صفة مساهم في بنك "بريكس" بقيمة 1.5 مليار دولار، والتي كان قد روّج لها مرارا طيلة الأشهر السالفة وفي أكثر من مناسبة.

وأكدت وزارة المالية الجزائرية بلغة غامضة أن "مشاركة الجزائر في هذا المنتدى تعكس الاهتمام الذي أبدته سلطات البلاد في المساهمة في التفكير في القضايا المتعلقة بالتعافي من الأزمات المتعددة الأبعاد وتعزيز التعددية العادلة وإصلاح الحوكمة العالمية"، فيما لم تذكر موضوع ترشيح الجزائر وهو ما يدفع إلى طرح أسئلة مشروعة حول مصيره، وحول مدى إمكانية حدوث تغيير في موضوع الترشيح.

واستغربت صحيفة "الصباح" الجزائرية الناطقة بالفرنسية، بدورها تغيّب الرئيس تبّون عن حضور القمة، مستنكرة اكتفاء الجزائر الطامحة في الانضمام إلى التكتل الاقتصادي بإرسال وزير ماليتها دون انتقال الجالس على كرسي الرئاسة شخصيا إلى جنوب أفريقيا، البلد الصديق للجزائر والمضيف للدورة أو على الأقل إيفاد رئيس الوزراء شخصيا كما جرت به عادة رؤساء الدول في حالة تعذّر عليهم الحضور لأسباب موضوعية.

ووفي وقت اعتبرت الصحيفة الجزائرية، أن ما حدث بمثابة "انقلاب" غير مفهومة ولا واضحة أسبابه، من طرف الرئيس الجزائري الذي سيُفوّت فرصة حضور هذه القمة، والتي كان يُفترض أن تحظى بالأولوية لكونها تعقد في القارة الأفريقية، رجّحت بالمقابل، أن يكون وراء غياب تبّون عن حضور القمة المذكورة مرتبط بإلغاء دول البريكس لترشح الجزائر، نظرا لأدائها الاقتصادي المتواضع.

وفي ظل غياب تبون ورئيس وزرائه عن هذه الجلسة الخامسة عشرة لقمة البريكس، من المرتقب أن يحضر زعماء الدول الخمس للمجموعة الاقتصادية، ورؤساء دول وحكومات 67 دولة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي، وكذلك رؤساء المنظمات الدولية والإقليمية. 

وسيحضر كل من رئيس البرازيل لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس الصين شي جين بينغ، ويمثل الهند رئيس وزرائها ناريندرا مودي، فيما يمثل روسيا وزير خارجيتها سيرجي لافروف، في حين أن غياب فلاديمير بوتين، راجع لموجب مذكرة اعتقال دولية، بيد أنه سيشارك في أشغال القمة عبر الفيديو.

وسيكون هذا الحدث فرصة للمشاركين لمناقشة قضايا الساعة على أعلى مستوى، بما في ذلك سبل ووسائل تعزيز التعاون بين البلدان النامية لضمان الانتعاش الاقتصادي العالمي الشامل والتنمية المستدامة، وذلك بحضور شخصيات بارزة ورؤساء الدول، تؤكد أهمية العمل المشترك من أجل نظام اقتصادي عالمي أكثر استجابة وأكثر عدالة، مما يجعل من الممكن مكافحة عدم المساواة، وتسريع التحول المناخي، وتحقيق وتشير الوزارة إلى تعزيز فرص تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي انتظار رد المنظمة على طلب الجزائر في الانضمام إلى التكتل الاقتصادي، رسمت مساهمتها في بنك بريكس، واسمه بنك التنمية الجديد بمبلغ 1.5 مليار دولار، بحسب ما أكده الرئيس تبون في آخر مقابلة له مع وسائل إعلام محلية.

وبالمقابل كانت الجزائر قد روّجت إلى حيازتها على دعم روسيا والصين لطلب انضمامها إلى المجموعة عقب الزيارات التي قام بها الرئيس الجزائري للبلدين، وهو الطلب الذي تبرره الجمهورية برغبتها في الدخول إلى تنظيم اقتصادي جديد بديل لاقتصاد الدولار والأورو، مشيرة إلى أن مبادئ سياستها الخارجية الداعمة لنظام دولي، قائم على ديمقراطية العلاقات الدولية والتعددية القطبية، ينسجم مع مبادئ مجموعة بريكس، مثلما أكدته الخارجية الجزائرية قبل أيام.

وانطلقت اليوم الثلاثاء، في جوهانسبورغ أعمال الدورة 15 لـ “بريكس” الذي سيشارك فيه قادة الدول الخمس الأعضاء، إلى جانب حضور رؤساء دول وحكومات 60 دولة من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...