بعد إذاعة خريطة المغرب كاملة في التلفزيون الرسمي.. هل تقترب باريس من الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء؟

 بعد إذاعة خريطة المغرب كاملة في التلفزيون الرسمي.. هل تقترب باريس من الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء؟
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 22 غشت 2023 - 17:05

أثارت الخطوة التي قامت بها قناة "France5" الفرنسية في الأيام الأخيرة بإذاعة تقريرإخباري مصور تضمن عرض خريطة المغرب الكاملة، من طنجة إلى الكويرة، العديد من التساؤلات، حول هذه الخطوة غير المسبوقة، إذ كانت القنوات الفرنسية الرسمية تدأب على وضع الخط الفاصل بين المغرب وصحرائه الجنوبية منذ فترة طويلة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت لازالت العلاقات بين المغرب وفرنسا لم تصل إلى الباب المفتوح، حيث لازال البرود الديبلوماسي بين البلدين قائما منذ حوالي سنتين، بالرغم من بعض المحاولات التي قامت بها فرنسا لتذويب الخلاف مع المغرب، سواء من طرف وزيرة الخارجية كاثرين كولونا، أو من طرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا إلى بناء علاقات جيدة مع الرباط في إحدىة خطاباته في الشهور الماضية.

ويُجمع أغلب المهتمين بالشؤون المغربية الفرنسية، أن سبب الخلاف الرئيسي بين المغرب وفرنسا، يرجع بالأساس إلى رفض باريس إلى حدود اللحظة، الإعلان عن موقف رسمي وعلني بدعم سيادة الرباط على الصحراء، في الوقت الذي فعلت ذلك دول عديدة، من أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، ثم انضمام إسرائيل مؤخرا لركب المعترفين بسيادة المغرب على الصحراء.

ووفق ذات المهتمين، فإنه في ظل العلاقات التاريخية بين المغرب وفرنسا، فإن الرباط لا تبدو متقبلة لفكرة تعنت فرنسا في الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء، إذ كان من المفروض أن تكون باريس من السباقين لدعم سيادة المغرب الكاملة على إقليم الصحراء.

ويُعتقد أن سبب عدم اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء، يعود إلى خشية باريس من أن تكون هذه الخطوة سببا في تدهور العلاقات مع الجزائر، خاصة أن سيناريو إسبانيا قائم أمامها، حيث سارعت الجزائر إلى قطع علاقاتها الديبلوماسية والاقتصادية مع مدريد، فور إعلان الأخيرة دعمها لسيادة المغرب على الصحراء.

لكن يتضح من خلال مساعي ماكرون لوضع "بيضه كله في سلة الجزائر" لم يؤت أي نتائج، وهو ما جعل فرنسا اليوم في أزمة ديبلوماسية مع الجزائر والمغرب معا، بعدما كانت التوقعات الأولية تشير إلى عزم فرنسا استغلال خلافها مع المغرب لتقوية "تحالفها" مع الجزائر.

وأوضح الكاتب المغربي المقيم بفرنسا، الطاهر بن جلون، هذه النقطة بدقة خلال إحدى مشاركته في برنامج حواري على قناة "i24news" الإسرائيلية في نسختها الفرنسية في باريس منذ شهور ، حيث قال بأن إيمانويل ماكرون ارتكب خطأ استراتيجيا، باعتقاده أنه بالتخلي عن علاقات الصداقة التقليدية مع المملكة المغربية، سيُصلح العلاقات مع الجزائر، قائلا في هذا السياق بأن الجزائريين "لن يتخلو أبدا عن الاستفادة من ريع الذاكرة"، وبالتالي فإن الخاسر في هذه الخطوة هي فرنسا.

غير أن قيام قناة فرنسية رسمية بعرض الخريطة الكاملة للمغرب في تقرير مصور، جعل الكثير من المتتبعين للعلاقات المغربية الفرنسية، تساءلون ما إذا كانت هذه الخطوة هي تمهيد من فرنسا لإعلان موقفها الداعم للمغرب في قضية الحصراء خلال الفترة المقبلة.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...