خاص.. مصادر حكومية لـ "الصحيفة": المغرب لم يؤشر لفرنسا بِعُبور طائراتها العسكرية لضرب النيجر.. ونهج المملكة هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول

 خاص.. مصادر حكومية لـ "الصحيفة": المغرب لم يؤشر لفرنسا بِعُبور طائراتها العسكرية لضرب النيجر.. ونهج المملكة هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأربعاء 23 غشت 2023 - 15:40

استغربت مصادر حكومية مغربية، في تصريح خصّت به "الصحيفة"، الأخبار الرائجة والتي تداولتها عدد من المنابر الإعلامية الوطنية والدولية، حول تأشير المملكة للطائرات العسكرية الفرنسية من أجل تنفيذ تهديداتها الموجهة إلى المجلس العسكري في النيجر والمتعلقة بتدخل عسكري في حال عدم إطلاق سراح الرئيس المحتجز محمد بازوم.

ورفضت المصادر الحكومية ذاتها، انسياق الإعلام الوطني والدولي وراء الأخبار وما وصفته بـ"الإشاعات الكيدية" التي يُراد منها ترويج أخبار معاكسة لتوجّهات المملكة ومصالحها، وكذا "التشويش على علاقاتها مع البلدان الشقيقة على غرار جمهورية النيجر التي تعد نموذجا للشراكة الاستراتيجية بين بلدين أفريقيين".

وأوضحت المصادر ذاتها، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، أن المغرب لم يتوصّل بطلب فرنسي للسماح للطائرات العسكرية بالمرور بأجواء المملكة للهجوم على النيجر، موردة " كل الأخبار الرائجة بهذا الخصوص هي مجرد إشاعات كيدية لا أساس لها من الصحة، وبعيدة عن واقع انخراط المغرب الأفريقي في استتباب الأمن والاستقرار السياسي".

وشدّدت المصادر ذاتها، على أن العقيدة الدبلوماسية للمغرب واضحة دائما، ولطالما تبنّت أسس مبدأ احترام السيادة الترابية للدول، والتوجهات السياسية للسلطة الشرعية، ورغبة الشعوب، فضلا عن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وسيادتها، وكذا رفض التدخلات الأجنبية، "وبالتالي لا يسع المملكة الانقلاب على نهج هذا التوجه والتاريخ الدبلوماسي المتجذر الذي سرت عليه منذ عقود، كما أنها ترفض على العموم أن تكون جزءا من المشكل أو تُقحم نفسها في النزاعات الإقليمية".

وكانت عدد من المنابر الإعلامية الوطنية والدولية، قد تناسلت خبر سماح المغرب لفرنسا بعبور أجوائه، من أجل تنفيذ تهديداته إلى المجلس العسكري في النيجر والمتعلقة بتدخل عسكري في حال عدم إطلاق سراح الرئيس المعزول محمد بازوم.

ولم يكن مصدر هذه الأخبار، سوى الصحافة الجزائرية على غرار صحيفة "الشروق" و"الإذاعة الجزائرية الرسمية" المقربة من النظام الجزائري، والتي استندت على مصادر وصفتها بـ "الرسمية" لتقول إن "المغرب يسمح بمرور الطائرات العسكرية الفرنسية، بعدما رفضت الجزائر ذات الطلب".

وزعمت المصادر ذاتها، أن التدخل العسكري الفرنسي في النيجر بات وشيكا والترتيبات العسكرية جاهزة، بعدما "توجهت فرنسا إلى المغرب بطلب الترخيص لطائراتها العسكرية عبور أجوائه الجوية، وأطلعت السلطات المغربية المختصة بمخططات الطيران، حيث قررت الاستجابة إلى الطلب الفرنسي".

وأوردت المصادر ذاتها، أن "الجزائر التي كانت دائما ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وردها كان صارما وواضحا"، لتخلُص بعد ذلك إلى أن هذا القرار "يبرهن أن المغرب دولة مستعمرة، تخرق باستمرار القانون الدولي وتدعم التدخل العسكري في بلد حر ومستقل، وهو ما سيتذكره جيدا الشعب النيجري".

وفي وقت التزمت الخارجية المغربية الصمت وفضّلت تجاهل هذه الاتهامات الخطيرة التي وجّهها النظام الجزائري عبر أذرعه الإعلامية الرسمية للمملكة، خرجت الجمهورية الفرنسية بدورها لتكذب الجزائر مؤكدة "عدم وجود أي طلب فرنسي للجزائر للسماح بمرور طائراتها العسكرية نحو النيجر".

وجاء هذا التكذيب السريع لباريس، على لسان تييري بوركار، قائد أركان الجيش الفرنسي، في تصريح لوكالة "رويترز"، قال فيه إن "فرنسا لم تطلب استخدام الأجواء الجزائرية في عملية عسكرية بالنيجر".

وعلى الرغم من كون قائد أركان الجيش الفرنسي، لم يؤكد أو ينفي أو حتى يثر نقطة تقديم باريس لطلب للمغرب من أجل فتح أجوائها أمام الطائرات العسكرية النيجيرية لتنفيذ عمليتها إلا أن مصادر "الصحيفة"، أكدت أن المملكة "لم تتوصل بأي طلب، ولن تكون طرفا في الأزمة التي تشهدها النيجر الشقيقة".

وفي هذه الحالة، يبقى المغرب متشبّثا بموقفه الراسخ من الأحداث المتسارعة التي تشهدها نيامي، والتي عبّر عنها على لسان محمد لعروشي، السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي، واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، خلال اجتماع سابق لمجلس السلم والأمن الإفريقي حول الوضع بالنيجر، عندما أكد أن "المغرب يتابع عن كثب الأحداث الأخيرة بجمهورية النيجر، ويؤكد أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق، كما يثق في حكمة شعب النيجر وقواه الحية للحفاظ على المكتسبات، وعلى دوره الإقليمي البناء والهام".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...