الاجتماع السري بين كوهين والمنقوش.. بين العزل والصمت هل أجهضت الاحتجاجات الشعبية حُلم تطبيع العلاقات بين طرابلس وتل أبيب؟

 الاجتماع السري بين كوهين والمنقوش.. بين العزل والصمت هل أجهضت الاحتجاجات الشعبية حُلم تطبيع العلاقات بين طرابلس وتل أبيب؟
الصحيفة - وكالات
الأثنين 28 غشت 2023 - 20:40

يبدو أن الاجتماع السري الأول من نوعه، الذي عقد بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي، لازال يُخفي في دهاليزه مفاجآت متواصلة، من شأنها تهديد لُحمة طرابلس المرمّمة حديثا، سيّما بعد إقدام عشرات من المحتجين الليبيين على إضرام النيران أمام مبنى رئاسة مجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية في العاصمة طرابلس تنديدا بهذا الاجتماع.

وكشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الأحد عن اجتماع سري عقد بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش في العاصمة الإيطالية روما بوساطة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني حول "الإمكانات الكبيرة للعلاقات بين البلدين فضلا عن أهمية الحفاظ على تراث اليهود الليبيين بما يشمل تجديد المعابد والمقابر اليهودية في البلاد".

ووفق البيان ذاته، قال كوهين إن "اللقاء التاريخي مع المنقوش هو خطوة أولى في العلاقة بين إسرائيل وليبيا"، مضيفا أن "حجم ليبيا وموقعها الإستراتيجي يمنح العلاقات أهمية وإمكانات هائلة لدولة إسرائيل".

وأشار البيان الرسمي المذكور، إلى أن الوزيرين ناقشا العلاقات التاريخية بين البلدين و"إمكانية التعاون بين الدولتين والمساعدات الإسرائيلية في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه".، مشيرا إلى "اللقاء جاء بمبادرة إسرائيلية لإقامة اتصالات مع ليبيا".، وأن الخارجية الإسرائيلية أنها تعمل "مع عدد من الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا من أجل توسيع ما سمتها دائرة السلام والتطبيع مع إسرائيل.

وعلى إثر هذا البلاغ، قرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، عزل وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل احتياطيا، مع إحالتها للتحقيق كما أعلن جهاز الأمن الداخلي الليبي في طرابلس إدراج المسؤولة الحكومة الليبية في قائمة الممنوعين من السفر لحين امتثالها للتحقيقات.

وفي وقت تبرّأ الدبيبة من هذا الاجتماع، خرج مسؤولين في حكومة الوحدة الوطنية، ليؤكدوا لوكالة "أسوشييتد برس" أن رئيس الحكومة هو من أعطى الضوء الأخضر للاجتماع بين وزيرة خارجيته نجلاء المنقوش ووزير الخارجية الإسرائيلي الشهر الماضي خلال زيارته روما، وقد رتب مكتب الدبيبة اللقاء بالتنسيق مع المنقوش

ولم تكتف المصادر بهذا، بل نقلت الوكالة عن مسؤول حكومي ثان، قوله إن الاجتماع استمر نحو ساعتين وأطلعت نجلاء رئيس الوزراء على الأمر مباشرة بعد عودتها إلى طرابلس.

ولفت المصدر ذاته، إلى أن الاجتماع جاء تتويجا لجهود توسطت فيها الولايات المتحدة لدفع ليبيا إلى الانضمام إلى سلسلة من الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مشيرا إلى أن تطبيع العلاقات بين البلدين جرت مناقشته لأول مرة في اجتماع بين الدبيبة ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، ويليام بيرنز، الذي زار العاصمة الليبية في يناير الماضي.

وأكد المسؤول ذاته، أن الدبيبة أعطى موافقة مبدئية على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة، لكنه كان قلقا بشأن رد الفعل الشعبي.

وشهدت العاصمة الليبية طرابلس وعدد من المدن والمناطق، غربي البلاد، احتجاجات واسعة مباشرة بعد البلاغ الإسرائيلي الذي كشف عن لقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش المعزولة بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما، بحيث أقفل محتجون طرقات رئيسية وسط العاصمة وأحيائها، فيما احتشد آخرون أمام مقري الحكومة بطريق السكة ووزارة الخارجية بطريق الشط في العاصمة طرابلس.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...