صحيفة جزائرية: الإمارات تدفع المغرب للحرب مع الجزائر وأزمة ديبلوماسية مع أبو ظبي ستنفجر قريبا

 صحيفة جزائرية: الإمارات تدفع المغرب للحرب مع الجزائر وأزمة ديبلوماسية مع أبو ظبي ستنفجر قريبا
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 29 غشت 2023 - 18:18

اتهمت صحيفة "الشروق" الجزائرية المقربة من دوائر القرار في قصر المرادية، الإمارات العربية المتحدة، بدفع المغرب للحرب مع الجزائر بسبب ما وصفته بـ"تحركات مشبوهة" من طرف ملحق الدفاع بسفارة الإمارات العربية في الجزائر، مشيرة إلى وجود "استعداء إماراتي ضد الجزائر" قد يفجر أزمة ديبلوماسية بين البلدين في أي وقت.

وحسب ذات الصحيفة، نقلا عما وصفته بـ "مصادر أجنبية جد موثوقة"، أن الملحق الإماراتي المشار إليه والذي يحمل رتبة عقيد، "صرح لأحد الدبلوماسيين، في حضرة نظرائه الأوروبيين، أنه في حال نشوب حرب بين الجزائر والمغرب، فإن بلاده ستقف بكل إمكاناتها مع المملكة العلوية."

واعتبرت الصحيفة الجزائرية أن هذا التصريح (المزعوم) من المسؤول الإماراتي، هو تصريح "أخرق" من مسؤول عربي كان يُفترض حسبها أن تبذل بلده كل الجهود من أجل إحلال السلام وفض النزاعات البينية، في إشارة إلى النزاع والخلاف القائم بين المغرب والجزائر.

وقالت "الشروق" الجزائرية، أن هذا التصريح ينضاف إلى ما سبق أن تداولته تقارير إعلامية جزائرية في وقت سابق، بشأن محاولات الإمارات لدفع الدول المحيطة بالجزائر، لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهي موريتانيا وتونس وليبيا، مشيرة إلى أن الجزائر مستاءة من هذه التحركات الإماراتية.

هذا ويؤكد ما نشرته صحيفة "الشروق" أن العلاقات بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة، ليست على أحسن ما يُرام، وقد تتفجر أزمة ديبلوماسية بين الطرفين في أي وقت.

وكانت صحيفة "العرب" اللندنية، قد نشرت مؤخرا أن الجزائر تتملص من حملاتها الأخيرة ضد تونس وموريتانيا، بتوجيه الاتهامات إلى المغرب والإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر وغير مباشر، من أجل تفادي ردود الفعل السلبية من تونس ونواكشوط.

 ووفق نفس المصدر، فإن الأمر يتعلق بالحملات التي قادتها أطراف سياسية وإعلامية في الجزائر في الفترة الأخيرة، التي اتهمت فيها "بلد عربي" في تلميح إلى الإمارات العربية المتحدة، بمحاولة استغلال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في كل من تونس وموريتانيا من أجل دفعهما إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وحسب الصحيفة اللندنية، فإن من بين الأوجه السياسية المقربة إلى دوائر القرار في النظام الجزائري، ممن شنوا هذه الحملات، يتعلق الأمر بعبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني المقرب من نظام تبون والمشارك في الحكومة الجزائرية، الذي حذّر مما وصفه بـ"مخطط يستهدف إلى تمدد التطبيع في العمق الاستراتيجي للجزائر".

لكن هذا المسؤول الجزائري، تقول الصحيفة المذكورة، اضطر للتراجع عن تصريحاته، بإيعاز من النظام الذي يهدف إلى التملص من هذه الحملات، حيث "علُّق الشماعة في سوء الفهم والتأويل على ما أسماه بـ”أبواق المخزن" في تلميح إلى المغرب، التي عمدت إلى تشـويه وتأويل تصريحاته"، حسب تعبير بن قرينة.

وأشارت صحيفة "العرب" إلى أن تراجع بن قرينة عن تصريحاته حول تونس والجزائر، جاء بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية التونسي نبيل عمار إلى الجزائر، وهي الزيارة التي تأتي بعد شهور من البرود الديبلوماسي بين البلدين، منذ حادثة فرار أميرة بوراوي من الجزائر عبر الأراضي التونسية نحو فرنسا.

وكان بن قرينة قد قال في إحدى الندوات إن الزيارة التي قام بها وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية شخبوط بن نهيان إلى تونس قبل أسبوع، تتعلق بمحاولة استمالة تونس إلى التطبيع مقابل مساعدات واستثمارات، وأضاف في نفس الندوة إن لديه معلومات عن أن التطبيع في تونس، صار قريبا جدا.

كما أن ذات المسؤول الجزائري، كان قد صرح في نفس الندوة، عن قيام وزير الدفاع الموريتاني بزيارة إلى إسرائيل، وحذر ما وصفه بـ "أشقاءنا الموريتانيين من مخاطر الاستجابة لضغوط وابتزاز بعض الكيانات الوظيفية التي تحاول دفع المنطقة كلها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني"، ويقصد بالكيانات الوظيفية، دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتساءلت تقارير إعلامية، من بينها صحيفة "العربي الجديد"، عما إذا كان تراجع بن قرينة عن تصريحاته راجع لتدخلات على أعلى مستوى من طرف الدول المعنية، أم أن النظام الجزائري هو الذي سارع لدفع بن قرينة للتراجع لتفادي تدهور العلاقات مع تونس وموريتانيا.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...