4 ساعات من الصمت والخوف أخفت وراءها 1037 قتيلا والحصيلة في ارتفاع.. كرونولوجيا فاجعة الزلزال الذي صدم المغاربة

الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 9 شتنبر 2023 - 15:30

منذ أن ظهرت أولى الأخبار عن حدوث زلزال بالعديد من مناطق المغرب، مع اقتراب منتصف ليلة الجمعة – السبت، بدأت التساؤلات تطرح حول حجم الضحايا، في خضم الصمت الذي اختارته وزارة الداخلية طيلة الساعات الأربع الأولى التي تلت الفاجعة، لم يكن حتى أشد المتشائمين يتوقعون أن المأساة قد أجهزت بالفعل على أرواح المئات.

بدأ كل شيء في تمام الساعة الحادية عشرة مساء و11 دقيقة، وفق ما سيُكده بلاغ مشترك للمعهد الوطني للجيوفيزياء والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، الذي كان أول تفاعل رسمي مع الكارثة، معلنا أنه تم تسجيل هزة أرضية بلغت شدتها 7 درجات على سلم ريختر، مركزها جماعة إيغيل بإقليم الحوز، بعمق 8 كيلومترات.

وعبر منصات التواصل الاجتماعي، بدأت تبرز نداءات الإغاثة، خصوصا في مناطق الحوز ومراكش وتارودانت، ثم بدأت تظهر تدريجيا صور لمباني المدن العتيقة والقرى وهي مدمرة كلية أو جزئيا، وحتى صومعة الكتبية التاريخية بمراكش، الصامدة في وجه تأثيرات الزمن منذ العهد الموحدي، نالها نصيب من الهزة الأعنف في تاريخ المغرب الحديث.

وإذا كانت نواحي الحوز هي الأكثر تضررا من الزلزال، فإن ما اتضح في اللحظات الأولى من الهزة أن المواطنين شعروا بها في العديد من المدن الأخرى، بشكل عنيف في أكادير والدار البيضاء وبني ملال مثلا، وبشكل طفيف في العاصمة الرباط وسلا والقنيطرة ومدن شمال المملكة مثل طنجة وتطوان والحسيمة، بل إن ارتدادتها وصلت إلى الجزائر وموريتانيا وإسبانيا والبرتغال.

كان كل شيء يشي بأن الفاجعة كبيرة، لكن التفاعل الحكومي مع الأمر تأخر، وبعد نحو ساعتين من الهزة بدأت أولى التأكيدات تظهر بخصوص سقوط قتلى، إلى أن تجاوزت الساعة الثالثة من صباح السبت، ليبرز أول تفاعل من وزارة الداخلية عبر بلاغ أكد أن الأمر يتعلق بأكثر من 450 ضحية كحصيلة أولى بين قتيل وجريح.

وفي أعقاب ذلك مباشرة سُجل أول ظهور لمسؤول حكومي عبر شاشات القنوات الوطنية، التي ظلت إلى ذلك الحين بعيدة عن التغطية التي تتطلبها الفاجعة، وأورد الكاتب العام بالمديرية العامة للشؤون الداخلية أن الهزة أدت إلى وفاة 296 شخصا بأقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت، كما سُجلت إصابة 153 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة.

وبزوغ أولى خيوط أشعة الشمس بدأت تظهر الصور التي تكشف حجم الكارثة، ففي مناطق الحوز وتارودانت وشيشاوة وورزازات ومراكش وازيلال، كان الناس يقفون باكين على أمام أنقاض منازلهم، والكثير منهم فقدوا أقاربهم تحت الأنقاض، وأضحى من المؤكد أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، وأن الأمر أسوأ حتى من زلزال الحسيمة سنة 2004.

وبعد تحديثات مستمرة تؤكد حجم الكارثة، أعلنت وزارة الداخلية، قبل انتصاف اليوم السبت ارتفعت أن حصيلة ضحايا الهزة وصلت إلى وفاة 1037 شخصا، و1204 جريحا، من بينهم 721 في حالة حرجة. 

وفي هذا السياق، همت حالات الوفاة 9 عمالات وأقاليم، حيث تم تسجيل 542 حالة وفاة بإقليم الحوز، و321 حالة بإقليم تارودانت، و103 حالة بإقليم شيشاوة، و38 حالة بإقليم ورززات وحالة واحدة بتنغير.

وأصبحت هذه المأساة موضوع الساعة عبر العالم، حيث سارع العديد من قادة الدول، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى التعبير عن تعازيهم وإعلان تضامنهم مع المملكة، مع تأكيدات من عدة عواصم على استعدادها لبعث المساعدة العاجلة لتسريع عمليات الإنقاذ، في انتظار ما ستسفر عنه الساعات القادمة من قرارات بالرباط.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...