السلطات المغربية تفتح تحقيقا في تصريحات وهبي حول المساعدات الجزائرية لضحايا الزلزال.. والأخير يطلب توضيحات من "العربية"

 السلطات المغربية تفتح تحقيقا في تصريحات وهبي حول المساعدات الجزائرية لضحايا الزلزال.. والأخير يطلب توضيحات من "العربية"
الصحيفة من الرباط
الأربعاء 13 شتنبر 2023 - 13:21

نفى وزير العدل عبد اللطيف وهبي، اليوم الأربعاء، خلال مشاركته في أشغال لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان اليوم الأربعاء، أن يكون قد أدلى بأي تصريح يفيد بكون المغرب قبل عرض المساعدة الجزائري بخصوص الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز ومناطق أخرى في وسط المغرب، مبرزا أنه جرى فتح تحقيق في هذه "المزاعم".

وأورد وهبي أنه تلقى اتصالا من "جهات مسؤولة" من أجل الوقوف على حقيقة هذا التصريح، وأوضح لها أن الأمر يتعلق بخبر زائف، وأن كلامه جرى تحريفه، نافيا أن يكون قد صدر عنه أي كلام يفيد بكون المملكة وافقت على عرض المساعدة الجزائرية، كما أنه لا يملك الصفة التي تخوله اتخاذ القرار في هذا الموضوع.

وأكد وزير العدل أنه طالب قناة "العربية" بنشر توضيحات حول ما تم تداوله، مبرزا أن أول من نشر هذا "الخبر الزائف" هو صحافي مصري قبل أن تنقله وسائل إعلام أخرى، مع أنه لم يقل خلال تصريحاته للقناة إن المغرب يفتح أبوابه أمام عرض الدعم الجزائري، مبرزا أنه بنفسه طالب السلطات المغربية بإجراء التحريات اللازمة حول هذه المزاعم.

وكانت الجزائر أعلنت، عبر منابرها الإعلامية الرسمية، أنها خصصت 3 طائرات لتوجيهها إلى المغرب قصد المساهمة في جهود الإنقاذ والإغاثة، واحدة تحمل فريقا من الوقاية المدنية واثنتان تحملان أدوية وخير وموادا غذائية، وظهر فريق المهمة في مطار "بوفاريك" وهو يحمل العلم الجزائري استعدادا للإقلاع صوب المناطق المنكوبة.

وتحول الأمر إلى "بروباغاندا" لدى وسائل الإعلام الجزائرية، التي اعتبرت أن التصريحات المنسوبة لوزير العدل المغربي تعني أن الحكومة المغربية هي التي وافقت على عرض المساعدة الجزائري، على الرغم من عدم تلقيها أي معطى يفيد ذلك عبر القنوات الدبلوماسية، الأمر الذي دفع وهبي إلى نفي تلك التصريحات بشكل عاجل.

وعبر "الصحيفة"، نفى وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن يكون المغرب قد طلب أي نوع من المساعدة من الجزائر، مؤكدا أن الرباط لم تبلغ هذه الأخيرة بأنها موافقة على عرض المساعدة التي تقدمت به.

ويوم أمس الثلاثاء أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها، أنها بادرت إلى تعبئة ثلاث طائرات ذات سعة كبيرة بغية نقل مساعدات إنسانية إلى المغرب، وفق تصريحات وزير وهبي، غير أن وزارة الخارجية المغربية أبلغت القنصل العام للجزائر في الدار البيضاء بأن "المملكة المغربية ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية المُقترحة من قبل الجزائر".

وأوردت الخارجية الجزائرية أن مبادرتها جاءت وفق ما أعلنه وزير العدل المغربي الذي صرح لقناة "العربية" أن "المغرب يرحب بالمساعدات الجزائرية، لكن بالتنسيق مع وزارة الخارجية المغربية"، وهو ما فهم منه من الطرف الجزائري أنه قبول من المغرب للمساعدات، مبرزة أن القنصل العام للجزائر بالدار البيضاء مع خلية الأزمة المُنشئة على مستوى وزارة الشؤون الخارجية المغربية بُغية ترسيم عرض الجزائر تقديم مساعدات إنسانية.

 وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إنه وعلى أساس هذا التصريح، أبلغت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية نظيرتها المغربية، عن طريق القنصلية العامة للجزائر بالدار البيضاء والقنصلية العامة للمغرب بالجزائر، بالتدابير التي اتخذتها الحكومة الجزائرية لتعبئة ثلاث طائرات ذات سعة كبيرة بُغية نقل مساعدات إنسانية إلى المغرب تتماشى مع الاحتياجات الضرورية في حالات الكوارث الطبيعية.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...