بعد عودته إلى إسبانيا.. فريق إنقاذ إسباني يروي قصصا إنسانية وينفي قدرة الفرق الدولية المساعدة في انتشال عالقين عقب زلزال الحوز بالمغرب

 بعد عودته إلى إسبانيا.. فريق إنقاذ إسباني يروي قصصا إنسانية وينفي قدرة الفرق الدولية المساعدة في انتشال عالقين عقب زلزال الحوز بالمغرب
الصحيفة - محمد سعيد أرباط / خولة اجعيفري
الأربعاء 13 شتنبر 2023 - 21:19

نفى فريق إسباني متخصص في الانقاذ، أن تتمكن الفرق الدولية حتى لو حلت بالمغرب، أن تساعد في انتشال أي أحياء أو عالقين عقب الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، وبالتالي فإن قرار السلطات المغربية بعدم استدعاء عدد كبير من الفرق الدولية يبدو أنه قرار في محله خشية وقوع فوضى في تنظيم الوضع على المستوى الميداني.

وحسب ذات الفريق المكون من إطفائيين، عادوا إلى إسبانيا اليوم الأربعاء بعد انتهاء مهامهم في المغرب، في تصريحات إلى الصحافة الإسبانية، أن الوضع الجغرافي للإقليم الذي ضرب فيه الزلزال، يصعب العثور على أي أحياء، بالنظر إلى أن المباني كلها طينية في المنطقة وعند انهيارها لا تترك أي منافذ يُمكن للضحايا أن يستغيثوا منها.

كما أشار الفريق الإسباني إلى عامل آخر يزيد من صعوبة أن الوضع، ويتعلق الأمر بانهيار العديد من الطرق التي تؤدي إلى المناطق المتضررة، وبالتالي فإن مجيء فرق دولية لتقديم المساعدة سيكون بدون فائدة في ظل عدم القدرة إلى الوصول إلى جميع المناطق المتضررة.

وبعد مرور 4 أيام على الزلزال، فإن الآمال بالعثور على ناجين من الزلزال، تبقى آمال شبه منعدمة، في ظل العامل المتعلق بالمباني وعامل انهيار الطرق، ولهذا فإن السلطات المغربية تحاول حاليا تنظيم الأوضاع وإجراء عملية تقديم المساعدة للناجين وعلاجهم، مع تهيئة البنية التحتية لاستقبال الإعانات وبدء عمليات التهيئة من جديد.

من جهتها، وبعدما أنهت مهام الإغاثة والبحث عن الناجين من تحت الأنقاض في المغرب، عادت مجموعة التدخل في حالات الكوارث التابعة لمنظمة رجال الإطفاء "متحدون بلا حدود" BUSF، إلى إسبانيا، معربة عن رضاها التام على الجهود التي بذلتها منذ الأحد الماضي في إجلاء وإغاثة المتضررين من الزلزال العنيف الذي ضرب المملكة ليلة الجمعة الماضي.

 وفي تصريحات لوسائل الإعلام الإسبانية، لدى وصولها إلى محطة إطفاء بلدية هويلفا، أعرب رئيس مجموعة التدخل في حالات الكوارث التابعة لمنظمة رجال الإطفاء "متحدون بلا حدود"، أنطونيو نوجاليس، عن رضاه التام عن العمل الذي قامت به القوات في المنطقة، وذلك "على الرغم من أنه لم تتح لهم الفرصة لإخراج أي شخص على قيد الحياة" على حد تعبيره قبل أن يستدرك: "إلا أنه لم يتمكن أي فريق إنقاذ دولي من القيام بذلك، وعلى العموم لقد قمنا بمجهود مهم للغاية وقمنا بتنفيذ العمل بطريقة مريحة جدا".

وشدّد المسؤول الإسباني، على أن مشاركة فريقه في مجهودات الإنقاذ والإغاثة إلى جانب الفرق الدولية الأخرى كان "تجربة تعليمية رائعة على كافة الأصعدة، تمكنوا من خلالها ملاحظة زلزال من العنف الشديد، مع مستوى وحشي من التأثير".

وتأسف نوجاليس، للوضع في الأقاليم المتضررة من الهزة الأرضية العنيفة وغير المسبوقة التي ضربت مُعظم أقاليم المملكة، مشيرا إلى أنها تسبّبت في انهيار "البلدات الكبيرة التي تضم منازل مبنية من الطوب، دون أن يكون هناك أي مساكن قائمة.. ووهي أشياء كثيرة بعيدة كل البعد عما يمكننا رؤيته على شاشة التلفزيون."

وأثنى المسؤول الإسباني على "ظروف العمل الجيدة التي وفّرتها السلطات المغربية، فضلا عن المعاملة الطيبة من المواطنين وكذا الناس المتضررين الذي أعربوا عن امتنانهم الكبير للمجهودات التي تبذلها فرق الإنقاذ وأظهروا الكثير من الحب والموردة"، موردا: "كانت أحاسيس العمل هناك وكل هذا الامتنان لا يصدق حقا".

وأبدى أعضاء فريق الإنقاذ الإسباني، إعجابهم الشديد  باحترافية الفرق المغربية، وبجهودها لإنقاذ وإجلاء والتكفل بالجرحى المنكوبية، وذلك على لسان إيغور سيمونوف، الذي يقود فريق الإنقاذ الإسباني بجماعة ثلاث بن يعقوب (100 كلم عن مراكش)، والذي أكد أنهم قدموا للمؤازرة لكنهم فوجئوا بعمل الفرق المحلية التي تعبأت منذ اللحظات الأولى.

وأكد سيمونوف، الذي يتولى تنسيق تدخلات الفريق الإسباني المتخصص في هذا المجال، أن "العمل يتم بتنسيق كامل مع الفرق المغربية"، منوها بـ"التفاهم الجيد جدا" وبـ"علاقة الثقة" السائدة بين مختلف المتدخلين في الميدان.

وكانت سفارة مدريد بالرباط، قد أعلنت عن إرسال 5 فرق إنقاذ جديدة –على الفور- إلى المغرب للمساهمة في جهود البحث عن ضحايا الزلزال.

وأبرزت السفارة الإسبانية بالرباط، في إخبار عممته أنه تم حشد الفرق التي تنتمي إلى كل من الحرس المدني والشرطة الوطنية وحكومة كاتالونيا العامة ومجلسي مدينتي غرناطة ومدريد، يوم الإثنين، على أن تصل إلى المناطق المتضررة الثلاثاء.

وتضم الفرق الإسبانية الخمسة 31 متخصصاً في عمليات الإنقاذ، و15 كلباً مدرباً، و11 مركبة. وتُضاف هذه العناصر إلى أخرى منتشرة بالفعل في المنطقة منذ الأحد الماضي.

ويتم، وفق المصدر ذاته، توجيه وإدارة نشر هذه الفرق وجميع الخدمات اللوجيستية اللازمة من قبل المديرية العامة للحماية المدنية والطوارئ التابعة لوزارة الداخلية الإسبانية، التي تعمل بتنسيق مع السلطات المغربية.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...