مُراسل الغارديان إلى منطقة الحوز: الغرب ينتقد المغرب لرفضه المساعدات لأنه يعاني من "عقدة الرجل الأبيض" الذي دائما ما يحاول أن يلعب دور "المنقذ"

 مُراسل الغارديان إلى منطقة الحوز: الغرب ينتقد المغرب لرفضه المساعدات لأنه يعاني من "عقدة الرجل الأبيض" الذي دائما ما يحاول أن يلعب دور "المنقذ"
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الجمعة 15 شتنبر 2023 - 18:54

انتقدت صحيفة "الغادريان" البريطانية عبر مقال رأي نشره مبعوثها بيتر بومونت لتغطية أحداث زلزال الحوز، ما يتعرض له المغرب من انتقادات بشأن رفضه قبول كافة المساعدات الدولية المعروضة عليه للتعامل مع تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الأطلس، حيث وصفت بأن تلك الانتقادات يرجع سببها إلى ما يُسمى بـ"عقدة الرجل الأبيض"، الذي يحاول دائما أن يظهر بمظهر "المُنقذ".

وقال بيتر بومونت الذي كان من بين المبعوثين الصحفيين الأوائل الذين حلوا بمنطقة الحوز لتغطية أحداث الزلزال، أن الواقع الميداني مختلف تماما عما يتم نشره في وسائل الإعلام الدولية، مشيرا إلى أن المغرب استجاب بشكل فعال ومعقول مع تداعيات الزلزال، بالرغم من بعض التأخر الذي طبع عملية التدخل في بعض الدواوير، بسبب التضاريس الجغرافية الوعرة.

وحسب مراسل "الغارديان" دائما، فإن المغرب كان في غضون 48 ساعة من وقوع الزلزال، قد أعاد "فتح أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى قلب منطقة الزلزال جزئيا، مما فتح ممرا لوصول المساعدات إلى الأشخاص الأكثر تضررا. وكانت المروحيات العسكرية في البلاد تحلق دون توقف لعدة أيام، في حين نجح جهد اجتماعي هائل نظمه المغاربة العاديون في حشد المساعدة من الناس في جميع أنحاء البلاد."

وأضاف بيتر بومونت، أن المغرب قد يُحسب ضده عدم تهيئة المناطق المتضررة التي كانت تعاني من الهشاشة في وقت سابق، إلا أن الانتقادات المبالغ فيها من الغرب "تحمل نفحة عقدة المنقذ الأبيض"، مشيرا إلى حقيقة مفادها أن "أحد المبادئ الأولى للمساعدة الإنسانية هو فكرة السيادة في صنع القرار، وهو ما اضطر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الاعتراف به متأخرا."

وأوضح بومونت في هذا السياق قائلا "إن المغرب، وهو بلد يعاني من مشاكل مثل أي بلد آخر، هو دولة فاعلة، وليست دولة هشة ولا فاشلة مثل ليبيا، التي تعرضت لكارثة مروعة هذا الأسبوع"، مضيفا أنه "من المناسب أن تقدم الدول الأجنبية المساعدة، لكن ذلك يعد أيضًا امتيازًا وليس حقًا أن تتم دعوتك للمساعدة، حيث أن المغاربة هم في أفضل وضع لتحديد ما هو مطلوب."

وأكد مقال بومونت حقيقة ميدانية سبق أن تحدث عنها المسؤولون المغاربة، وهي أن الواقع الميداني هو الذي يفرض نوع المساعدة المطلوبة، خاصة أن حتى الفرق الدولية التي حلت بالمغرب، قال بشأنها بومونت في مقاله على "الغارديان" أنه بعد ثلاثة أيام من تواجده في المغرب بدا له "أن بعض فرق البحث الأجنبية لم يكن لديها أي عمل للقيام به عندما واجهت تفاصيل الكارثة التي لم تشهد فقط انهيار المباني وتحولها إلى أكوام من الأنقاض التي يمكن البحث عنها، بل التفكك التام."

هذا، وتجدر الإشار إلى أن المغرب وافق على قبول المساعدة في البحث عن ناجين وانتشال الضحايا والمصابين، من قطر والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا وبريطانيا، فيما رفض مؤقتا المساعدة من بلدان أخرى، وعلى رأسها فرنسا، حتى يتم تقييم الوضع الميداني.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...