الجزائر تفتح حدودها لميليشيات "البوليساريو" لاستغلال تركيز الجيش على الزلزال ومهاجمة المنطقة العازلة.. والطيران المغربي يمشط المنطقة

 الجزائر تفتح حدودها لميليشيات "البوليساريو" لاستغلال تركيز الجيش على الزلزال ومهاجمة المنطقة العازلة.. والطيران المغربي يمشط المنطقة
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 16 شتنبر 2023 - 20:45

أيام بعد إعلان الجزائر استعدادها بعث 3 طائرات إلى المغرب في إطار "مساعدة" المملكة بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب 5 أقاليم، كان الأمور على الأرض معاكسة لذلك، إذ استمرت في فتح حدودها الشرقية لميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية من أجل محاولة الوصول إلى المنطقة العازلة في الصحراء، استغلالا لتركيز القوات المسلحة الملكية مجهوداتها على أعمال الإغاثة في المناطق المنكوبة.

وعلمت "الصحيفة" من مصادر محلية أن طائرات الجيش المغربي كثفت تمشيطها للمناطق العازلة على الحدود مع الجزائر خلال الأيام الماضية، وذلك بعدما اعتقد مسلحوا جبهة "البوليساريو" أن الرباط نقلت أعدادا من قواتها صوب أقاليم وسط المملكة للمساهمة في جهود الإغاثة، محاولة الوصول إلى الجدار الأمني وتنفيذ "هجمات مباغثة".

هذا المعطى تؤكده جبهة "البوليساريو" الانفصالية أيضا، من خلال عودتها، يوم أمس الجمعة، إلى نشر ما تصفه بـ"البلاغات العسكرية"، موردة في البلاغ الذي يحمل رقم 873 أنها نفذت هجمات ضد الجيش المغربي، وزعمت أنها استهدفت العديد من المناطق بما في ذلك المحبس القريبة من الحدود الجزائرية، وكذا الحوزة وأوسرد.

والواضح، من خلال ما أعلنت عنه "البوليساريو" أن تحركاتها المسلحة قادمة من تندوف المقابل للمحبس، أي أنها تنطلق من خلف الحدود الجزائرية، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول مدى رغبة السلطات الجزائرية بالفعل في مساعدة المغرب في محنته التي أدت إلى مقتل حوالي 3000 آلاف إنسان، أم أن الأمر يتعلق بمحاولة لـ"انتهاز" الوضع المأساوي.

وانتشرت عناصر الجيش في أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة، المناطق الأكثر تضررا من الزلزال، من أجل المساهمة في عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض وفتح الطرق وتنظيم عمليات توزيع المساعدات، إلى جانب مساهمتها في المجهودات الطبية لعلاج المصابين، وذلك بناء على تعليمات من الملك محمد السادس، بوصفه القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.

والجزائر هي البلد الوحيد الذي تلقى جوابا رسميا من المغرب عبر القنوات الدبلوماسية، مفاده أن الرباط ليست في حاجة للمساعدات التي عرضتها، وذلك بعد ساعات من إعلانها بعث 3 طائرات إلى المناطق المنكوبة يوم 11 شتنبر الجاري، ونشرت صورا عبر منابر الإعلام العمومي لفريق الإنقاذ وهو يستعد للإقلاع من مطار بوفاريك.

وادعت الجزائر أن تحركها يأتي بعد إعلان الحكومة المغربية قبول عرض المساعدة الذي قدمته، على لسان وزير العدل عبد اللطيف وهبي، هذا الأخير الذي نفى ذلك قائلا إن الأمر يتعلق بتصريحات لقناة "العربية" جرى تحريفها من لدن وسائل إعلام أخرى، في حين نفى حينها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لـ"الصحيفة" قبول المغرب المساعدات الجزائرية.

ويوم 12 شتنبر قالت وزارة الخارجية الجزائرية إن نظيرتها المغربية أبلغت القنصل العام للجزائر في الدار البيضاء بأن "المملكة المغربية ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية المُقترحة من قبلها"، وأضافت أن الحكومة الجزائرية علما بالرد المغربي الرسمي الذي تستخلص منه النتائج البديهية"، على حد تعبيرها.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...