سفيرة المغرب في مدريد: قد نستعين بفرنسا مستقبلا.. لكنّنا نرفض المزاعم "الخبيثة" التي استهدفت الملك وجهود المغاربة لإنقاذ أرواح المتضررين من الزلزال

 سفيرة المغرب في مدريد: قد نستعين بفرنسا مستقبلا.. لكنّنا نرفض المزاعم "الخبيثة" التي استهدفت الملك وجهود المغاربة لإنقاذ أرواح المتضررين من الزلزال
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأثنين 18 شتنبر 2023 - 13:23

دخلت سفيرة الرباط في مدريد، كريمة بنيعيش، على خط  السّجال المستمر لأكثر من أسبوع، حول عدم تجاوب المغرب مع عروض المساعدة الدولية وعلى رأسها فرنسا والاكتفاء بأربع دول وصفت بـ "الصديقة"، مدافعة عن قرار السلطات المغربية الذي اعتمد "خطة انقاذ محكمة التنظيم وبعيدة عن العشوائية ورافضة للمزاعم التي تستهدف مصداقية الملك وجهود المغاربة".

ولم تفوّت السفيرة المغربية بإسبانيا، كريمة بنيعيش، فرصة استضافتها في حوار مصوّر مع "laSexta Noticias"، دون التنويه على المجهودات العظيمة التي قامت بها جهود الإنقاذ الإسبانية، معربة في الآن ذاته، عن امتنانها لجميع المواطنين الإسبانيين، والمجتمع المدني والمؤسسات الحكومية وقوات الأمن الإسبانية، الذين انتقلوا منذ اللحظة الأولى إلى "نقطة الصفر" حيث وقع الزلزال المأساوي ليلة الجمعة.

وأثنت بنيعيش، على" كل مظاهر وعبارات الصداقة والدعم والتضامن"، التي عبّر عنها مكونات الشعب الإسباني بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب وكان الأسوأ من نوعه، موردة "لقد أثرت بي هذه المشاعر كثيرا وحرّكوا بدواخلي مشاعر كثيرة".

ورفضت الدبلوماسية المغربية، المزاعم التي تقودها جهات معينة وتتحدث عن انتقادات دولية لغياب الملك، والبطء المزعوم في طلب المساعدة الدولية في الساعات الأولى بعد الزلزال، مشدّدة على أن عاهل البلاد الملك محمد السادس، "ورغم تواجده خارج البلاد لحظة وقوع الفاجعة، إلا أنه كان حاضرا وأول المتجندين في الصفوف الأمامية منذ اللحظة الأولى، وقد أمر فورا بإنشاء صندوق التضامن مع المتضررين، وكان أول من قدم 100 مليون أورو من أمواله الخاصة".

وأعربت بنيعيش عن أسفها الشديد، إزاء هذه المعلومات "الخبيثة"، التي أطلقتها بعض الجهات ضد الملك محمد السادس بغرض التشويش على شخصيته ومكانته والمجهودات التي بذلها على الرغم من تجنّده منذ اللحظة الأولى التي اكتشفت فيها السلطات ما وقع.

وشدّدت السفيرة المغربية في الديار الإسبانية، على أنه "في هذه الظروف الصعبة، أهم شيء هو الفعل وليس الصورة والتسويق لها"، معربة عن أسفها لأن هذه المنشورات والمزاعم المجانب للصواب حاولت استهداف شخص الملك ومصداقيته، وكذلك مسألة التعايش بين المغاربة المقيمين في إسبانيا.

وفي السياق ذاته، أشارت بنيعيش إلى أنه يوجد حاليا  في المغرب "ما يقرب من مليون مغربي يساهمون من خلال بوابة المجتمع المدني في تنمية البلاد"، مضيفة: "ولكل هذا، شعرت بألم شديد من حقيقة أن المواطنين الإسبان قد تكون لديهم فكرة مربكة عن كل من الملك والبلاد، إنهم بهذه المزاعم يربكون، قبل كل شيء، المجتمع المدني الإسباني، ونحن نأسف لذلك، وهو أمر مؤلم أيضًا".

وبخصوص الانتقادات الموجهة للمغرب، حول سبب عدم قبوله المزيد من المساعدات الدولية، قالت الدبلوماسية المغربية: "جهود الإنقاذ سادها النظام والتنظيم وكان من الضروري تنسيق الخدمات اللوجستية الداخلية" مضيفة: "تخيل بلدًا مفتوحًا حيث يصل الآلاف من الأشخاص تلقائيًا.. الأكيد أن هذا لن يسمح لفرقنا بالعمل وسيعرقل مهامهم وتسود الفوضى".

ولم تستبعد كريمة بنيعيش، إمكانية لجوء المغرب إلى طلب المساعدة في المستقبل من أطراف ودول جديدة على غرار فرنسا، لأن ما يهم المغرب هو القيام بالمهمة بشكل صحيح.

وكان بلاغ لوزارة الداخلية المغربية، قد نقل عن الملك محمد السادس، خلال جلسة العمل التي ترأسها في الموضوع، خالص تشكرات المملكة المغربية للبلدان الصديقة والشقيقة التي أبدت تضامنها مع الشعب المغربي، والتي أكدت العديد منها استعدادها لتقديم المساعدة في هذه الظرفية الإستثنائية.

ووفق بلاغ الداخلية، في إطار تبني مقاربة تتوافق مع المعايير الدولية في مثل هذه الظروف؛ أجرت السلطات المغربية تقييما دقيقا للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية.

وعلى أساس ذلك، يضيف البلاغ، استجابت السلطات المغربية في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ.

وأشارت الداخلية المغربية، إلى أنه "باعتماد نفس نهج التنسيق وتقييم الاحتياجات المرتبطة بهذه الفترة الحرجة، فقد دخلت هاته الفرق الأحد 10 شتنبر الجاري، في اتصالات ميدانية مع نظيراتها المغربية".

ويمكن، يكمل البلاغ، مع تقدم عمليات التدخل أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة، مما قد يؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة.

من هذا المنطلق، يقول البلاغ، تؤكد المملكة المغربية ترحيبها بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم، والتي تؤكد مدى احترام هذه الدول واعترافها بالالتزام الراسخ للمغرب ومساهماته العديدة في أعمال الدعم الإنساني الدولي، والتي تتم وفقا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...