بعد أن بدأت تخسر أوراقها في الصحراء.. الجزائر تمهد لاحتضان "ميليشيات مسلحة" لدعم "الانفصال" في منطقة الريف

 بعد أن بدأت تخسر أوراقها في الصحراء.. الجزائر تمهد لاحتضان "ميليشيات مسلحة" لدعم "الانفصال" في منطقة الريف
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 26 شتنبر 2023 - 16:51

في الوقت الذي يسير فيه ملف الصحراء نحو تطورات حاسمة، في ظل إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل صريح دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي، انتقلت الجزائر إلى الخطة الموالية في صراعها مع المغرب، حيث بدأت تركز أكثر فأكثر على منطقة الريف، وتمهد لإنشاء ميليشيات مسلحة انفصالية على غرار جبهة "البوليساريو".

وجاء التأكيد على لسان شخص يدعى جابر الغديوي، أحد مؤسسي ما يسمى "الحزب القومي الريفي" الذي رأى النور قبل أيام في العاصمة البلجيكية بروكسيل، والذي استضافته وسائل إعلام جزائرية قبل أيام، حيث طلب بشكل صريح هذه المرة، من النظام الجزائري لاحتضان هذه المجموعة الانفصالية وتوفير التدريب لها على استخدام الأسلحة، على شاكلة جبهة "البوليساريو".

ودعا الغديوي الجزائر للاعتراف بما أسماها "جمهورية الريف في أقرب وقت"، داعيا إلى استقبال "سكان الريف الذين سيفرون من المغرب"، في سيناريو يحيل على مخيمات تندوف، لكن الأخطر كانت هي دعوته إلى افتتاح مراكز للتدريب لاستقبال عناصر المجموعة من أجل تعلم استخدام الأسلحة، داعيا السلطات الجزائرية إلى تصنيفهم "حركة تحررية".

وكانت الجزائر أول دولة توفر التغطية الإعلامية لما يسمى "الحزب القومي الريفي"، المقرب من البرلماني السابق إدريس شعو الذي يطالب المغرب بتسليمه بسبب الاتهامات التي تطارده بشأن الاتجار الدولي في المخدرات، وهو الأمر الذي دفعه إلى اللجوء إلى هولندا والتحول إلى "مُدافع" عن انفصال المنطقة عن المغرب وتأسيس ما يسميها "جمهورية الريف".

واستضافت قناة AL24 الإخبارية قبل أيام الغديوي مباشرة بعد تأسيس "الحزب" حيث أعلن دعمه للطرح الانفصالي في الصحراء ولتحركات ميليشيات جبهة "البوليساريو" الانفصالية، معربا عن أمله في أن تتعامل الجزائر مع مجموعته بنفس المنطق، وأضاف أنهم يعتمدون على ما وصفها "الجزائر الكبرى" إلى جانب جنوب إفريقيا ودول في أمريكا اللاتينية لدعم "الكفاح من أجل الاستقلال" وفق تعبيره.

وكانت المجموعة قد أعلنت عن ميلاد "الحزب" بتاريخ 16 شتنبر الجاري، باعتباره ذراعا سياسيا لما يسمى "حركة 18 شتنبر لاستقلال الريف"، وهي نفسها الحركة التي يقودها شعو، وتعمل حاليا على تأسيس ما يسمى "حكومة في المنفى"، قبل أن تبدي بشكل علني رغبتها في تأسيس ميليشيات مسلحة تكون قواعدها في الجزائر.

ويأتي ذلك في الوقت الذي فقدت فيه الجزائر العديد من خيوط اللعبة في ملف الصحراء، بعد حسم الإدارة الأمريكية الحالية قرارها بدعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، وإخبار جبهة "البوليساريو" بكون الانفصال خيارا غير واقعي، عبر جوشوا هاريس، مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا، خلال زيارته مؤخرا للمغرب والجزائر.

والجزائر، التي تخشى أيضا لعب المغرب ورقة دعم انفصال منطقة القبائل، التي تتوفر على حكومة في المنفى تحتضنها العاصمة الفرنسية باريس، تنتظر الآن قرار مجلس الأمن الجديد بخصوص ملف الصحراء في أكتوبر المقبل، والذي يلي الزيارة الأولى لستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إلى مدينتي العيون والداخلة.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...