اللاءات الثلاث للمغرب أمام الأمم المتحدة بخصوص الصحراء: لا حل إلا الحكم الذاتي.. لا تفاوض إلا بحضور الجزائر.. لا للانتظار

 اللاءات الثلاث للمغرب أمام الأمم المتحدة بخصوص الصحراء: لا حل إلا الحكم الذاتي.. لا تفاوض إلا بحضور الجزائر.. لا للانتظار
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 27 شتنبر 2023 - 9:00

بعد أيام من زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميسترورا، الأولى إلى الأقاليم الصحراوية، وتحديدا إلى مدينتي العيون والداخلة، قدم المغرب، يوم أمس الاثنين، رؤيته المُحينة للملف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي يمكن إجمالها في ثلاث "لاءات" أساسية تؤكد أن لا حل إلا تحت سيادته.

وتحدث السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال عن الموقف المغربي، عن أولى "اللاءات" أمام الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مشددا على أنه لا يوجد حل آخر للملف إلا الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، والذي يحظى حاليا بدعم متزايد من طرف دول العالم، وهي الخطوة التي تأتي في أعقاب إعلان الخارجية الأمريكية بشكل صريح دعم هذا المقترح.

وقال هلال إن "مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية، تظل الحل الوحيد والأوحد للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية"، موردا أن المبادرة المغربية "تحظى بدعم أكثر من 100 دولة من كل جهات العالم، كما افتتحت قرابة 30 دولة ومنظمة إقليمية قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة، مؤكدة بذلك دعمها التام لمغربية الصحراء".

ويحيل ذلك على مواقع العديد من دول العالم بخصوص مقترح الحكم الذاتي، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتها إسبانيا وألمانيا وهولندا وبلجيكا والنمسا، التي تعتبرها المبادرة الأكثر جدية ومصداقية وواقعية، إلى جانب الموقف الأمريكي الذي عبر عنه مؤخرا جوشوا هاريس، مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا، والذي أعلن من المغرب دعم الطرح المغربي وأخبر الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية أن خيار الانفصال غير واقعي.

أما ثاني اللاءات التي عبر عنها هلال أمام الجمعية العامة، هو تجديده التأكيد أن المغرب لن يدخل في أي مفاوضات مع أي جهة كانت إلا بحضور الجزائر، باعتبارها الطرف الرئيس في النزاع، وهو ما يُذكر بالزيارة التي قام بها دي ميستورا إلى الجزائر مؤخرا بعد جولته في المغرب التي شملت العيون والداخلة والرباط، دون الوصول إلى مخيمات تندوف.

وأورد هلال أن المملكة "تظل متشبثة بحل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، مما سيمكّن من تعزيز التنمية والاستقرار في المنطقة والقارة الإفريقية"، مع مواصلة دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، "الهادفة إلى إعادة إطلاق مسلسل الموائد المستديرة، بالصيغة ذاتها والمشاركين أنفسهم، وخاصة الجزائر، الطرف الأساسي في النزاع، وذلك طبقا للقرار 2654 لمجلس الأمن"، وأضاف أن الحل النهائي لهذا النزاع الإقليمي "لن يكون إلا سياسيا وواقعيا وعمليا، ومبنيا على التوافق".

أما "لا" الثالثة التي عبر عنها هلال أمام المنظمة الأممية فهي أن المغرب لن ينتظر إلى حين إيجاد حل لهذا الملف الذي عمر لما يقارب نصف قرن، بل سيستمر في تنزيل رؤيته التنموية في الجهات الصحراوية الثلاث، مبرزا أن دي ميستورا "عاين شخصيا هذه الإنجازات خلال زيارته لمدينتي العيون والداخلة، وتابع أن ذلك يأتي في إطار تنزيل توجيهات الملك محمد السادس المضمنة في خطاب المسيرة الخضراء لسنة 2022.

وتحدث هلال عن "الدينامية السوسيو- اقتصادية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية"، وذلك وفي إطار "النموذج الجديد لتنمية هذه الأقاليم الذي رصدت له المملكة المغربية ميزانية فاقت إلى حدود اليوم 10 ملايير دولار وتم إنجازه بنسبة 81 في المائة"، وضمنه تم إطلاق "مشاريع للتنمية السوسيو-اقتصادية، جعلتها قطبا جهويا للمبادلات التجارية بين إفريقيا وبقية دول العالم".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...