عودة "الدفء" بين فرنسا والنظام الجزائري.. هل هو مصالحة أن محاولة اعتراض أي تقارب بين باريس والرباط؟

 عودة "الدفء" بين فرنسا والنظام الجزائري.. هل هو مصالحة أن محاولة اعتراض أي تقارب بين باريس والرباط؟
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأحد 1 أكتوبر 2023 - 19:40

وافقت الجزائر على فتح صفحة جديدة في العلاقات مع فرنسا، بعد شهور من أزمة صامتة بين البلدين بسبب العديد من الخلافات المتعلقة بالذاكرة والهجرة، والتي كان من أسبابها إلغاء زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس، مرتين، قبل أن يعود التواصل من جديد بين مسؤولي البلدين في الأسبوعين الأخيرين بدون سابق إنذار.

وحسب ما أوردته الصحافة الجزائرية، فإن تبون تلقى رسالة من السفير الفرنسي لدى الجزائر مرسلة من طرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دون أن يتم ذكر فحوى الرسالة. غير أن السفير الفرنسي تحدث عن وجود مساع لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين فرنسا والجزائر.

وبالرغم من أن فرنسا سبق أن طالبت مرارا بتحسين العلاقات مع الجزائر، إلا أن الأخيرة لم تكن تستجيب لها، قبل أن تُقرر مؤخرا بشكل مفاجئ فتح النقاش من جديد مع المسؤولين الفرنسيين من أجل العمل على تذويب الخلافات الثنائية والإعداد من جديد للزيارة المحتملة للرئيس الجزائري إلى باريس بدون أن تسبق هذه الخطوة أي مؤشرات عن قرب حدوثها.

وتأتي موافقة الجزائر على التواصل من جديد مع فرنسا وفتح النقاش معها لإصلاح العلاقات، تزامنا مع مساع فرنسية حثيثة لإصلاح العلاقات مع المغرب، حيث سعت باريس بشتى الطرق الدبلوماسية لإعادة الاتصال مع الرباط، بدءا من فاجعة زلزال الحوز، حيث أعربت عن رغبتها في تقديم المساعدة إلى المغرب التي رفضها في نهاية المطاف.

ويتساءل الكثير من المتتبعين للشؤون الجزائرية والمنطقة، عما إذا كانت خطوة الجزائر لإصلاح العلاقات مع فرنسا، هي خطوة الهدف منها اعتراض أي إمكانية للتقارب بين باريس والرباط، خشية أن يدفع تعنتها مع فرنسا إلى قيام الأخيرة بإصلاح العلاقات مع المغرب وإعلان دعمها للسيادة الكاملة للمملكة المغربية على الصحراء.

وفي ذات الوقت، يرى هؤلاء، أن التقارب الجديد بين الجزائر وفرنسا، قد يكون بالفعل عرقلة أخرى لمساعي إصلاح العلاقات بين فرنسا والمغرب، وهو الإصلاح الذي تشترط الرباط أن يكون بناءا على دعم باريس لسيادة المغرب على الصحراء، وهو الأمر الذي يُتوقع بشدة أن تعترض عليه الجزائر في علاقاتها مع فرنسا.

ووفق العديد من المحللين، فإن الأزمة في هذه الحالة بين المغرب وفرنسا من المرتقب أن تطول، في حين أن التقارب بين فرنسا والجزائر، سيبقى دائما مهددا بالأزمات في ظل الخلافات العميقة التي تعود للتاريخ الاستعماري الذي يربط باريس بالجزائر. 

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...