بعد تكليفه بتشكيل الحكومة في إسبانيا.. سانشيز يؤكد أنه سيفاوض جميع الأحزاب عدا "فوكس" المعروف بعدائه للمغرب

 بعد تكليفه بتشكيل الحكومة في إسبانيا.. سانشيز يؤكد أنه سيفاوض جميع الأحزاب عدا "فوكس" المعروف بعدائه للمغرب
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 3 أكتوبر 2023 - 15:44

قال زعيم حزب العمال الاشتراكي، بيدرو سانشيز، عقب تكليفه من طرف الملك فيليبي السادس بشكيل حكومة جديدة في إسبانيا بعد فشل زعيم الحزب الشعبي، ألبيرتو نونييز فييخو، في تشكيلها، بأنه سيجلس على طاولة المفاوضات مع جميع الأحزاب السياسية الأخرى، عدا حزب واحد هو "فوكس" المنتمي لليمين المتطرف.

وأضاف سانشيز في تصريح إعلامي بعد اللقاء الذي جمعه بملك البلاد من أجل تكليفه تشكيل الحكومة، بأنه سيبدأ ابتداء من يوم غد الأربعاء مشاورات تشكيل الحكومة الإسبانية الجديدة، وستكون أولى اللقاءات مع زعيمة حزب "سومار" يولاندا دياز التي كانت شريكة له في الحكومة المنتهية ولايتها.

وحسب تقارير إعلامية إسبانية، فإن سانشيز سيجلس للتفاوض مع زعيم الحزب الشعبي، ألبيرتو نونييز فييخو، بالرغم من التنافس السياسي الشرس بينهما، وبالرغم أيضا أنه من المستبعد أن يوافق الحزب الشعبي على منح أصواته لسانشيز لتشكيل الحكومة، بالنظر إلى أن فشل فييخو في تشكيل الحكومة يرجع إلى رفض حزب العمال الاشتراكي التصويت عليه.

واستبعد سانشيز حزب "فوكس" من أي إمكانية للتفاوض مع هذا الحزب، بالنظر إلى المواقف المتباينة للحزبين، وعدائهما الإيديولوجي، علما أن حزب "فوكس" معروف بعدائه للمغرب وكان قد دعا مرارا خلال فترة سانشيز المنتهية، إلى ضرورة فرض عقوبات على المغرب بسبب قضية الهجرة، وطالب مرارا باتخاذ إجراءات عسكرية لحماية سبتة ومليلية مما أسماه من "اجتياح محتمل" من طرف المغرب للمدينتين.

ووفق تحليلات العديد من التقارير الإعلامية الإسبانية، فإن سانشيز يبدو هو الأقرب إلى تشكيل الحكومة الإسبانية، في ظل وجود إمكانية إقناع الأحزاب الرافضة للتحالف مع فييخو، في الانضمام إليه في تحالف جديد لتشكيل الحكومة، حيث لا توجد أي مشاكل إديولوجية بين حزب سانشيز وباقي الأحزاب الأخرى، عدا الخلاف مع بعض الأحزاب الكطالونية التي تطالب بانفصال إقليم كطالونيا عن إسبانيا.

وحسب نفس المصادر، فإن سانشيز يُمكنه الحصول على أصوات الكتلة اليسارية بسهولة وهي 169 صوتا، وبالتالي تتبقى له 7 أصوات لتحقيق الأغلبية، وهذه الأصوات المتبقية توجد لدى الأحزاب المطالبة بالاستقلال في إقليم الباسك وكتالونيا، وهو ما سيفرض على سانشيز بدء مرحلة عسيرة للتفاوض معها وإقناعها.

ويُعتبر بيدرو سانشيز هو المرشح المفضل للمملكة المغربية، على اعتبار أن العلاقات الثنائية بين البلدين عرفت خلال فترته الرئاسية الأخيرة، تقدما كبيرا، خاصة بعدما دفع سانشيز بمدريد لإعلان موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء بدعم مبادرة الحكم الذاتي.

ويُشكل استمرار سانشيز رئيسا للحكومة فرصة أخرى لتوطيد العلاقات مع الرباط، والمضي قدما نحو تنفيذ اتفاقيات خارطة الطريق الجديدة بين المغرب وإسبانيا، وهي خارطة تنبني على حسن علاقات الجوار والتنسيق والتعاون الثنائي.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...