بعدما تجاهلت دعوات خفض الأسعار خلال الزلزال.. شركات المحروقات ترفع أثمنتها بالرغم من تراجعها في السوق الدولية
رفعت شركات المحروقات مجددا أثمنة البنزين والغازوال، بعد أقل من شهر على الزلزال المدمر الذي ضرب وسط المملكة، والذي تبعته مطالب بخفض الأسعار للمساهمة في التخفيف من وطأة الكارثة، حيث اختارت الشركات بداية الأسبوع الجاري لتنزيل الزيادات الجديدة التي تجاوزت 50 سنتيما بالرغم من تراجع أسعار النفط على المستوى الدولي.
وأدت هذه الزيادات إلى دفع الغازوال مجددا لتخطي عتبة 14 درهما، ليصل إلى 14,03 في محطة أفريقيا، الفاعل الأكبر في القطاع والمملوكة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، فيما تجاوز هذا الرقم في محطات أخرى، من بينهما "توتال" الفرنسية التي سجل فيها 14,18 درهما للتر و"شيل" الهولندية التي بلغ فيها 14,06 درهما.
وشملت الزيادات أسعار البنزين أيضا لكن بشكل أقل حدة، لتتراوح ما بين 15,46 و15,66 درهما للتر، في حين كانت الجامعة الوطنية لأرباب وتجار ومسيري محطات الوقود بالمغرب قد توقعت ثباتها عند 15,50 درهما مع الشروع في الزيادات الجديدة، في مقابل ارتفاع أسعار الغازوال بـ50 سنتيما للتجاوز سقف الـ14 درهما.
وكانت شركات المحروقات قد تجاهلت مطالب شعبية بتخفيض الأسعار في ظل الكارثة الإنسانية لزلزال الحوز التي خلفت ضغطا اقتصاديا، تطلب دعوة المواطنين للتبرعات النقدية والعينية، غير أن تلك الشركات فضلت الاكتفاء بتأجيل إعلان الزيارات مؤقتا للمرة الأولى منذ سنتين وحددت بداية شهر أكتوبر لفرضها على المستهلكين.
والملاحظ أنه في اليوم نفسه الذي طُبقت فيه هذه الزيادات سجلت أسعار النفط في السوق الدولية أدنى مستوى لها منذ 3 أسابيع، مستفيدة من ارتفاع الدولار والشروع في جني الأرباح من مكاسب الفصل السابق، بعدما كانت قد شهدت منحى تصاعديا في السابق بسبب قرار خفض الإنتاج من طرف دول مجموعة "أوبك بلاس".
ووفق "رويترز" فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت الخاصة المتعلقة بعمليات تسليم دجنبر بـ 34 سنتا، بما يعادل 0,4 في المائة، إلى 90,37 دولارا للبرميل، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 29 سنتا، أو 0,3 بالمئة، إلى 88,53 دولارا للبرميل.
وعادة ما تحقق شركات المحروقات المغربية أرباحا قياسيا في فترات الكوارث، كما حدث خلال جائحة كورونا وفق ما أمده تقرير لمجلس المنافسة صدر قبل سنة، وتكررت دعوات المواطنين لها لتقليص أسعارها خلال الزلزال أو إعفاء الشاحنات التي تنقل المساعدات من هامش الربح بالنظر للظرف الاستثنائي، لكنها لم تتفاعل مع ذلك.




