السلطات الجزائرية تُوقف بث مقابلة من 4 ساعات فقد فيها تبون السيطرة على أعصابه وهاجم فيها مصر والإمارات والبريكس والأمم المتحدة

 السلطات الجزائرية تُوقف بث مقابلة من 4 ساعات فقد فيها تبون السيطرة على أعصابه وهاجم فيها مصر والإمارات والبريكس والأمم المتحدة
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 11 أكتوبر 2023 - 14:49

ألغت السلطات الجزائرية بث مقابلة للرئيس عبد المجيد تبون مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية، التي تحدث فيها طيلة 4 ساعات وكان من المنتظر أن تُعرض خلال الأيام الماضية، حيث كان يرتقب أن تحمل توضيحات للعديد من القضايا وفي مقدمتها رفض عضوية بلاده في منظمة "البريكس"، غير أن المنع جاء بسبب ما وصفته مصادر جزائرية إلى "عدم قدرة تبون على التحكم في أعصابه وترديد عبارات مهينة ضد مجموعة من الدول والمنظمات".

وكشف موقع Algérie Part أن تبون استقبل يوم 3 أكتوبر الجاري ممثلي الصحافة الوطنية الجزائرية، في لقاء امتد لقرابة 4 ساعات، وفيه جرت مناقشة عدة مواضيع، لكن بعد تسجيل اللقاء لم يتم بثه من قبل التلفزيون الرسمي على عكس جميع المقابلات السابقة، والسبب هو محاولة رئاسة الجمهورية فرض رقابتها وحذف العديد من التعليقات "الخطيرة والمثيرة للجدل في حق دول "شريكة" للجزائر، بما في ذلك فرنسا والإمارات العربية المتحدة ومصر وبلدان مجموعة "البريكس".

ولم ينجُ حتى المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، كليمان نياليتسوسي فول، الذي زار الجزائر خلال الفترة ما بين 16 و26 شتنبر الماضين من الهجوم اللفظي لتبون، وظهر رئيس الجمهورية غير قادرة على السيطرة على أعصابه وانتقاء كلماته عند حديثه على مواضيع "حساسة للغاي تتعلق بالمصالح العليا للجزائريين" وفق المعطيات ذاتها.

وأورد تبون أن هذا المسؤول الأممي تعرض "للتحريض من طرف لوبيات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر"، وذلك بسبب تطرقه إلى موضوع اعتقال الصحافي إحسان القاضي، المعارض للنظام الحالي، ووفق التقرير، فإن ما ردده تبون يعتبر اتهامات خطيرة من شأنها إثارة استياء عام داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

واستخدم تبون عبارات مهينة ضد مصر احتجاجا على قبول انضمامها إلى مجموعة "البريكس" في مقابل رفض ترشح بلاده، حيث استحضر أن الأمر يتعلق بـ"شعب فقير جدا ويكافح من أجل الحصول على لقمة العيش"، مضيفا أن "مكانة مصر داخل البريكس ليس لها ما يبررها بأي حال من الأحوال، كما أن مؤشراتها الاقتصادية ليست أفضل من نظيرتها الجزائرية".

ومع ذلك، فإن التصريحات الأكثر عنفا هي التي تلقتها الإمارات، التي اتهمها تبون بالوقوف وراء استبعاد بلاده من عضوية البريكس، لدرجة اعتبار أنها "الشيطان نفسه"، بل ذهب أبعد من ذلك حين تحدث أمام "الصحافيين المدهوشين" بتحريض المغرب على شن "عدوان عسكري على الجزائر من أجل إشعال فتيل حرب تخدم مصلحة إسرائيل".

وبسبب ما صدر عن تبون، والذي يمكن أن يؤدي إلى خلافات حادة وإلى تشويه سمعة الدولة الجزائرية، أضحى مسؤولو قصر المرادية مترددين للغاية في نشر المقابلة، ويعملون على ضبط نشر أي تصريحات للرئيس الجزائري مع مسؤول وسائل الإعلام العمومية والخاصة التي وردت في المقابلة، وفق المصدر الجزائري ذاته، حيث تم منع نشر هذه المقابلة بالمطلق لتجنب فضيحة سياسية مع الدول المعنية بسبب لسان تبون، الذي أصبح "شخصا مضطربا للغاية ولا يمكن السيطرة عليه".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...