رغم محاولاتها لرفع نفسها إلى منزلة القضية الفلسطينية.. "البوليساريو" تفشل في إقناع الرأي العام العربي والدولي

 رغم محاولاتها لرفع نفسها إلى منزلة القضية الفلسطينية.. "البوليساريو" تفشل في إقناع الرأي العام العربي والدولي
الصحيفة – بديع الحمداني
الأحد 15 أكتوبر 2023 - 19:55

تحاول جبهة "البوليساريو" الانفصالية، عند اندلاع أي مواجهة في فلسطين جراء الاعتداءات الإسرائيلية، استغلال الوضع من أجل رفع "قضيتها" إلى منزلة القضية الفلسطينية على المستوى العربي والدولي، إلا أنها تُخفق كل مرة، وهو نفس الاخفاق الحاصل الآن بعد اندلاع المواجهات بين "حماس" في قطاع غزة وإسرائيل.

 ووفق العديد من الخبراء، فإن "البوليساريو" منذ تأسيسها، حاولت بشكل مقصود، أن تتدثر بستار القضية الفلسطينية، ويظهر ذلك بشكل جلي في العلم الذي أنشأته للتعريف بنفسها، وهو علم مقتبس من العلم الفلسطيني، إضافة إلى استحضار القضية الفلسطينية في خطابات زعمائها، في محاولة لإقناع الرأي العام الدولي، بأن "القضية الصحراوية" تتشابه مع القضية الفلسطينية.

وحسب نفس المصادر، فإن هذه المحاولات الحثيثة من طرف "البوليساريو" لم تُكلل بالنجاح، وهو ما يُعتبر بمثابة دليل على أن القضية التي تؤمن الجبهة بها، هي قضية "غير عادلة"، وبالتالي لا يُمكن أن تكون في مقام القضية الفلسطينية التي يؤمن بعدالتها كل أحرار العالم.

واعتقدت جبهة "البوليساريو"، بعد تطبيع الرباط لعلاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب في أواخر 2020، أن هذه الخطوة المغربية التي كانت بوساطة أمريكية، ستكون فرصة مواتية لإثبات أن قضيتها تتشابه مع القضية الفلسيطينية، إلا أن ذلك لم ينجح أيضا، ولا سيما أن المغرب كان واضحا في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث أكد أن تطبيع العلاقات لا يُمكن أن يكون على حساب القضية الفلسطينية العادلة.

ومنذ عودة الاشتباكات بين ميليشيات جبهة "البوليساريو" والقوات المغربية في الصحراء، أواخر 2020، وتجييش الجبهة لجميع وسائل الإعلام التابعة لها، وتحت مساندة إعلامية وسياسية ودبلوماسية مطلقة من طرف الجزائر، إلا أن الاخفاق كان هو نتيجة محاولة استقطاب الرأي العام الدولي، وفق ما يرى الكثير من الخبراء المهتمين بقضية الصحراء.

وفي الوقت الذي تزداد الأصوات الدولية المطالبة بحل الدولتين لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن أصوات أخرى دولية ترتفع دعما لمقترح المغرب لحل نزاع الصحراء بواسطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية مقابل انحصار الدعم لأطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة "البوليساريو".

وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن اكثر من 20 بلدا قام بافتتاح تمثيليات دبلوماسية له في مدن الصحراء اعترافا بسيادة المغرب على هذا الإقليم. كما أن دولا مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا أعلنت دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...