وزير الداخلية الفرنسي يتهم بنزيما بربط علاقات مع "الإخوان المسلمين" بسبب مساندته للفلسطينيين في غزة

كان إعلان الدولي الفرنسي السابق، كريم بنزيما، تعاطفه مع أهالي غزة جراء القصف الذي تتعرض له التجمعات السكنية المدنية من طرف الجيش الإسرائيلي، كافيا لوزير الخارجية في الحكومة الفرنسية، جيرار دارمانان، لإعلان وجود "علاقات" تربط بين لاعب اتحاد جدة وجماعة "الإخوان المسلمين" التي تصفها باريس بـ"الإرهابية".

وظهر الوزير الفرنسي على قناة CNews الفرنسية ليعلن قيام سلطات بلاده بإغلاق 1100 مؤسسة "إسلامية"، مضيفا "أشير على وجه التحديد إلى السيد كريم بنزيما الذي لديه علاقات ذات سمعة سيئة، كما نعلم جميعا، تربطه بجماعة الإخوان المسلمين"، معتبرا أن هذه الجماعة "تحفز على الأجواء الجهادية"، لكن دون تقديم أي دليل على صلة الطرفين ببعضهما.

وأثارت هذه التصريحات جدلا واسعا عبر وسائل الإعلام الدولية، خصوصا في إسبانيا التي قضى فيها بنزيما معظم مسيرته الاحترافية قبل الرحيل بداية الموسم الحالي إلى المملكة العربية السعودية، حيث ركزت صحيفة "ماركا" المقربة من نادي ريال مدريد الذي حمل بنزيما قميصه لـ14 عاما، على أن دارمانان لم يقدم أي حجة أو دليل يثبت ادعاءه".

ويأتي ذلك بعدما نشر بنزيما، حامل جائزة الكرة الذهبية، تغريدة عبر منصة "إكس" انتقد فيها إسرائيل وعبر عن دعمه للفلسطينيين، وهو موقف معاكس لما تتبناه حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، التي أعلنت منذ اليوم الأول لبدء الأعمال القتالية عن انحيازها بشكل تام لإسرائيل على اعتبار أنها تدافع عن نفسها، متفادية توجيه إدانة صريحة لها حتى بعد سقوط آلاف المدنيين في غزة.

وكتب بنزيما بتاريخ 15 أكتوبر الجاري "كل دعواتنا مع سكان غزة، ضحايا القصف غير العادل مرة أخرى، الذي لم تسلم منه النساء ولا الأطفال"، وهي التغريدة التي انتشرت بشكل كبير وتعرض بعدها النجم الفرنسي لحملة تتهمه بـ"دعم الإرهاب"، في حين انطلقت حملة أخرى مضادة مساندة لنجم المنتخب الفرنسي السابق.

ولم يعلن وزير الخارجية الفرنسي عن أي إجراء قضائي ضد بنزيما، في الوقت الذي تشن فيه وسائل إعلام تابعة لليمين الفرنسي حملات عنيفة عليه، وتربط الأمر بتصريحات سابقة له خصوصا اختياره الذهاب إلى المملكة العربية السعودية لإتمام مساره الكروي، حين تحدث عن أنه اختار الذهاب إلى بلد مسلم ليكون قريبا من مكة.

ولا يملك بنزيما علاقات جيدة مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، ولا مع الحكومة الفرنسية الحالية، وكان قد غادر معسكر بلاده في قطر قبل أول مباراة له في كأس العالم 2022، بعدما أبعده المدرب ديديي ديشان عن التدريبات بسبب الإصابة، قبل أن يعلن عن اعتزاله دوليا مع تلميحات إلى وجود عنصرية داخل صفوف منتخب الديكة ضد ذوي الأصول المهاجرة.