الفرضيات المرجحة لـ"انفجارات السمار".. هل أسلحة جبهة البوليساريو قادرة على استهداف السمارة من خلف الجدار الأمني؟

الصحيفة من الرباط
الأحد 29 أكتوبر 2023 - 20:07

مازال الكثير من الغموض يلف "تفجيرات السمارة"، حيث لم يظهر معطى جديد بعد بلاغ الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، الذي أكد من خلاله تكليف الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي، إثر تسجيل وفاة شخص و إصابة ثلاثة آخرين نتيجة إطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة.

وفي الوقت الذي تبقى المعطيات حول خليفات هاد الحادث شحيحة، كما لم تتبن أي جهة (إلى حد الآن) إطلاق هذه المقذوفات المتفجرة، تبقى الكثير من الفرضيات مرجحة حول "تفجيرات السمارة"، غير أن المؤكد، وفق ما هو متوفر من معطيات، هو أن الأمر لا يتعلق بقذائق تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية أطلقتها من خلف الجدار الأمني، لأنه عمليا، يصعب ذلك، نظرا لبعد المسافة، كما أنه لحصول مثل هذا الاستهداف، تحتاج الجبهة الانفصالية إلى منصة إطلاق صواريخ بعيدة المدى تفوق 250 كلم، وتكون داخل المنطقة الأمنية، وهو ما يستحيل، تقريبا تحقيقه في ظل تمشيط مستمر لهذه المنطقة من طرف المسيرات التابعة للقوات المسلحة الملكية.

كما أن فرضية إطلاق صواريخ من على الحدود الجزائرية نحو مدينة السمارة جد مستبعدة، نظرا إلى أن أهم الأسلحة التي تتوفر عليها جبهة البوليساريو الانفصالية قديمة الطراز من بينها راجمات صواريخ BM 21 السوفياتية الصنع والتي يبلغ مداها ما بين 20 و54 كلم على أقصى بُعد حسب نوع القذيفة. كما تتوفر الجبهة الانفصالية على مدفعية من نوع D30 لكنها غير قادرة على الوصول إلى العمق المغربي أو مدينة السمارة من أي مدى خلف الجدار الأمني للصحراء حيث يتموقع الجيش المغربي.

ومع كل هذه المعطيات المسندوة بنوعية أسلحة الجبهة الإنفصالية لا يُرجح استهداف عناصر جبهة البوليساريو لمدينة السمارة على الأقل من خلف الجدار الأمني، أو بشكل متقدم من على الحدود الجزائرية، لكن هناك فرضيات يمكن وضعها في عين الاعتبار من بينها تسلل عناصر الجبهة الانفصالية من الأراضي الموريتانية حيث تصبح مدينة السمارة أقرب من حيث المسافة، ومع تجاوز الحدود والعقبات الأمنية الغير مُعقدة كما هو الحال مع الحدود المغربية/الجزائرية، فيمكن حينها توجيه مقذوفات من نوع RPG السوفياتية الصنع، والتي يمكنها أن تحدث ضررا مثل الذي شاهدناها في حي لازاب "ZAP" وحي السلام والحي الصناعي بمدينة السمارة جنوب المغرب، والذي أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين، اثنان منهم في حالة خطيرة.

وتبقى الكثير من الفرضيات مبنية على معطيات مسنودة بمعلومات شحيحة لاستهداف مدينة السمارة بمقذوفات متفجرة، هذا دون استبعاد أن يكون للأمر علاقة بمناورات تابعة للجيش الملكي أو بقذيفة من جهات لم تكشف عن نفسها، حيث تبقى التحقيقات التي أمر بها الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، وكلف الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي يخصها إثر تسجيل وفاة شخص و إصابة ثلاثة آخرين نتيجة إطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة، كفيلة بإظهار الكثير من الخليفات التي تقف وراء هذا الاستهداف الذي توفي على اثره مواطن وأصيب ثلاثة آخرين بإصابات متفاوتة.

وكان موقع "الصحيفة" قد تحصل على معطيات خاصة من مصادر أكدت أن عناصر من بعثة الأمم المتحدة في الصحراء "المينورسو"  تقود تحقيقات علمية للكشف عن ملابسات انفجاران وقعا في وقت مبكر من صباح اليوم، الأحد، بحي لازاب "ZAP" وحي السلام والحي الصناعي بمدينة السمارة جنوب المغرب، وأسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين، اثنان منهم في حالة خطيرة.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...