"تفجيرات السمارة".. صمت انفصالي البولسياريو والتكتم على تحقيقات الجانب المغربي والأممي يعقدان من فرضيات التكهن بالجهات التي نفذته

 "تفجيرات السمارة".. صمت انفصالي البولسياريو والتكتم على تحقيقات  الجانب المغربي والأممي يعقدان من فرضيات التكهن بالجهات التي نفذته
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأحد 29 أكتوبر 2023 - 23:40

ما يزال الغموض يكتنف ملابسات "تفجيرات السمارة"، التي ذهب ضحيّتها مواطن مدني وإصابة ثلاثة آخرين، اثنان منهم في حالة خطيرة، وذلك في غياب أي مُعطى رسمي حتى الآن من السلطات المغربية، يقطع الشك باليقين، سيّما مع توالي التخمينات والفرضيات التي تُفيد بوجود استهداف أمني للمغرب من طرف الجبهة الانفصالية البوليساريو، عشية قرار مجلس الأمن الأممي حول الصحراء.

وفي وقت أفادت مصادر مسؤولة لـ"الصحيفة"، بدخول بعثة الأمم المتحدة في الصحراء "المينورسو" على خط التحقيقات العلمية للكشف عن ملابسات الانفجارين بحي لازاب "ZAP" وحي السلام والحي الصناعي بمدينة السمارة جنوب المغرب، بمعية الشرطة القضائية المغربية المختصة، بعد أن أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، في بلاغ له، أنه كلف الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي، إثر تسجيل وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين نتيجة إطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت الأحياء السكنية، لم تتبنّ بعد أي جهة الواقعة، بما فيها الجبهة الانفصالية البوليساريو التي على ما يبدو فضّلت الصمت حتى خروج السلطات المغربية والمينورسو بتقريرها المُفصل حول الحادث.

وتعليقا على هذا الصمت المُطبق على غير العادة، من طرف الجبهة الانفصالية، قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الناشط الصحراوي، والقيادي السابق في الجبهة الانفصالية، إلى أن الراجح أن البوليساريو، في بلاغها العسكري الذي يصدر كل مساء، ''لن تتطرق لأي قصف في قطاع السمارة''.

وبتصدّر فرضية أن تكون الجبهة الانفصالية وراء واقعة السمارة النقاش العمومي، سيّما مع توالي تهديداتها المتصاعدة بشن حرب عسكرية ضد المغرب، وفي ظل حضور وفد من بعثة "المينورسو"، أمس السبت لمعاينة الواقعة، يبقى هذا الاحتمال راجحا، بيد أن القيادي السابق في الجبهة، استبعد في تدوينة على الفيسبوك، أن تتبنّى البوليساريو الواقعة أو أن يصدر عنها أي موقف بشأن علاقتها بالحادث ما لم يعلن المغرب بشكل رسمي وعلني اتهامها مباشرة.

وأوضح القيادي السابق في الجبهة الانفصالية طرحه، بالقول إن تبني الحادثة "لا يحقق للجبهة أي مكسب، بل على العكس يضرها ضررا استراتيجيا" على اعتبار أنها "حادثة إرهابية وجريمة حرب، يمكن البناء عليها لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية، ما يعطي للمغرب حرية التصرف شرق الحزام بما يكفله له حق الدفاع عن النفس".

من جهة ثانية، يرى المتحدث أن "توقيت العملية بيوم قبل جلسة مجلس الأمن يفيد الجبهة في تأكيد روايتها، بأن المنطقة متوترة ومضطربة، دون أن تظهر بأنها هي المسؤولة عن ذلك، خاصة وأن الأماكن المستهدفة هي أحياء سكنية والضحايا مدنيين".

ومنذ أسبوع، انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لشخص مجهول يهدد المغرب باسم "حركة أبناء الشهداء المسلحة"، فيما خرج آخر أيضا يقلد "أبو عبيدة" الناطق الرسمي باسم كتائب القسام بغزة، و هي إشارات، يقول الناشط الصحراوي "ربما يراد منها تقييد الحادثة ضد مجهول لا ينتسب للجبهة بشكل مباشر ويحقق لها جزء من أهدافها".

ووفق مصادر "الصحيفة"، فإن بعثة "المينورسو" باشرت أبحاثها وتحقيقاتها بناء على الأدوات العلمية التي توفر عليها، ومن خلال بقايا الشظايا التي بقيت في مكان الانفجارين والتي تشير المعطيات الأولية أنها قد تكون من قذيفة صاروخية ذاتية الدفع وعديمة الارتداد تُطلق بواسطة قاذف يدوي من على الكتف يطلق عليهRocket ويعرف اختصارا بـ RPG وهو من الأسلحة التي كان يصنعها الاتحاد السوفياتي، وهي الفرضية المرجحة، والتي لم يتم تأكيدها، رسميا، لكن حسب معطيات عديدة جمعتها "الصحيفة" فإن الأمر هو الأكثر ترجيها، وإن كانت التحقيقيات التي تقودها السلطات المغربية وقوات الأمم المتحدة هي من ستكشف طبيعة هذه المقذوفات.

وتعليقا على السناريوهات المفترضة واحتمال ضلوع الجبهة الانفصالية في الهجوم، قال الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، محمد الطيار، إن حضور بعثة الأمم المتحدة في الصحراء "المينورسو" لحظة الواقعة ومعاينتها لشظايا وأضرار القذيفة، ومع تكليف الدولة سلطة مدنية بالبحث والتحقيق، إشارة على أن "المسؤول عن العملية يتواجد داخل المغرب وفي محيط مدينة السمارة، وبالتالي، هذا يدعونا إلى التريث حتى نقف على نتائج واضحة".

ولفت الطيار، في تصريح خصّ به "الصحيفة"، إلى أن الجبهة الانفصالية، قد أعلنت ما مرة عن عزمها استهداف العمق المغربي، والأقاليم الجنوبية بعمليات إرهابية، إلى جانب، كون الأسبوع الماضي عرف إعلان حركة إرهابية عن نفسها، وتسمى تنظيم "أبناء الشهداء"، وتتبنى الفكر الانفصالي والمنشق عن البوليساريو،  وأصدرت عدة تهديدات لضرب عمق الأقاليم الجنوبية، والقيام بأعمال إرهابية على شاكلة تنظيم داعش والقاعدة.

وشدّد المتحدث، على أن مفتاح المسألة ككل يكمن في كون الدولة قامت بمنح مهمة التحقيق لسلطة مدنية وليس عسكرية وهذا يؤكد أن الأمر مرتبط بواقعة خارج المنطقة العسكرية.

وحول احتمالية أن يتسبب هذا الهجوم في إثارة قلاقل بالمنطقة في حالة تأكد مسؤولية الجبهة الانفصالية وراعيتها الجزائر، أكد الخبير الأمني أن الأمر "سيكون له تأثير طبعا" مذكرا بأن عمر هلال السفير الدائم للمملكة في الأمم المتحدة، صرح بأن المغرب في حالة تعرضه لأي هجوم "سوف يقوم باسترجاع المنطقة العازلة، لذلك المجال مفتوح أمام الدولة لقراءة ما وقع وتقييمه وعلى إثره ستتخذ الإجراءات اللازمة".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...