بعد سنة من دعوة تحريضية أطلقها قيادي في البوليساريو.. هل بدأت الجبهة الانفصالية تنساق إلى "اليأس" بضرب مناطق مدنية بعدما أصبحت محاطة بالفشل؟

 بعد سنة من دعوة تحريضية أطلقها قيادي في البوليساريو.. هل بدأت الجبهة الانفصالية تنساق إلى "اليأس" بضرب مناطق مدنية بعدما أصبحت محاطة بالفشل؟
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 31 أكتوبر 2023 - 16:30

لازالت قضية التفجيرات التي حدثت منذ يومين في مدينة السمارة بالصحراء المغربية وأدت إلى مصرع شخص وإصابة 3 آخرين، تطرح الكثير من التساؤلات حول مدى تورط جبهة البوليساريو الانفصالية في هذا الحادث، خاصة أنها لم تخرج بأي بلاغ رسمي ينفي ما تنسبه إليها العديد من التقارير الإعلامية.

وبالرغم من أن هذا الحادث هو الأول من نوعه يقع داخل الجدار الأمني في الصحراء المغربية منذ عودة المواجهات بين مليشيات البوليساريو والقوات المغربية في أواخر 2020، إلا أن الظروف التي يأتي فيها لا تبدو شاذة عن العديد من المؤشرات السالفة، وأبرزها تزايد التهديدات من قادة البوليساريو بنقل المعركة إلى داخل الصحراء المغربية.

وكانت هذه التهديدات قد ظهرت إلى العلن بقوة العام الماضي على لسان عدد من قادة الجبهة، أبرزهم القيادي العسكري محمد والي اعكيك، الذي أطلق تصريحا اعتبره العديد من المتتبعين أنذاك أنه بمثابة تصريح "تحريضي" يهدف إلى خلق "الإرهاب" في المدن المغربية الجنوبية، بتحريض الشباب للقيام بأعمال إرهابية تحت مُسمى "تحرير الوطن" من الاستعمار المغربي.

 وقال اعكيك بأن الحرب بدأت وستشمل يوما بعد يوم مناطق لم تكن قد شملتها، ويتعلق الأمر بالمدن الصحراوية المغربية، كالعيون والداخلة، حيث أشار إليها بلفظ "مدننا المحتلة" التي يتواجد فيها "شعبنا والآلاف من الشبان الصحراويين مستعدين وكلهم مشحونين بالوطنية والاستعداد للقتال والحرب بكل الأساليب المتاحة في متناولهم للقيام بعمليات عسكرية وعمليات نوعية، ومع الوقت ستظهر نتائج هذه الأعمال القتالية في المناطق المحتلة"، حسب تعبير لود العكيك.

واعتبر أنذاك الإعلامي المغربي الصحراوي، محمد سالم عبد الفتاح، عبر حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، أن ما صرّح به القيادي في جبهة "البوليساريو" هو "خطاب متطرف ودعوة واضحة لممارسة الارهاب"، مضيفا في ذات السياق بأن هذا الخطاب يدعم "المطالب المشروعة بحظر تنظيم البوليساريو وتجريم الترويج لها، كما ستساهم في إدراج البوليساريو ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية على المستوى الدولي".

كما أن تصريح اعكيك أكد حينها ما ذهب إليه وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال اجتماع التحالف الدولي لمحاربة داعش الذي انعقد  في مراكش، عندما أشار إلى ارتباط الانفصال بالإرهاب، وكيف يقف الإنفصال والانفصاليون وراء العديد من الأحداث والعمليات الإرهابية في إفريقيا، خاصة في منطقة الساحل، وهو ما يتطلب محاربة الحركات الانفصالية كجزء من القضاء على الإرهاب.

وتأتي هذه التطورات في ظل واقع أسود تعيشه جبهة البوليساريو منذ عودة المواجهات مع القوات المغربية، حيث لم تستطع أن تُحقق أي انتصار ميداني، كما فقدت معبر الكركرات دون رجعة، إضافة إلى العديد من الهزائم الدبلوماسية أمام نجاح المغرب في كسب العديد من الأصوات لصالحه في قضية الصحراء، كاعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادته على هذا الإقليم، ودعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي.

وتطرح هذه التحولات تساؤلات ما إذا كان هذا الواقع الموسوم بالفشل من كل جهة، قد يدفع البوليساريو إلى الانسياق نحو القيام بأعمال إرهابية داخل المدن في الصحراء، وهو ما قد يكون بداية نهاية هذه الجبهة وفق ما يرى الكثير من المتتبعين.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...