أوروبا بريس: الجزائر اختارت "الواقعية" لإصلاح العلاقات مع مدريد بعدما تأكدت استمرار سانشيز الداعم لمغربية الصحراء رئيسا للحكومة

 أوروبا بريس: الجزائر اختارت "الواقعية" لإصلاح العلاقات مع مدريد بعدما تأكدت استمرار سانشيز الداعم لمغربية الصحراء رئيسا للحكومة
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 6 نونبر 2023 - 23:08

قالت وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس"، إن الجزائر اختارت التعامل بواقعية بشأن أزمتها مع إسبانيا، وقررت إصلاح العلاقات مع مدريد، بعدما تأكد لديها أن الاشتراكي بيدرو سانشيز بات قريبا من الاستمرار لولاية أخرى على رأس الحكومة في شبه الجزيرة الإيبيرية.

وحسب تقرير للوكالة التي أكدت فيه قرب اتخاذ الجزائر لقرار إرسال سفير جديد لها إلى إسبانيا، فإن الجزائر كانت تأمل في أن تؤدي الانتخابات الإسبانية التي جرت في 23 يوليوز الماضي، إلى صعود زعيم الحزب الشعبي، ألبيرتو نونييز فييخو إلى رئاسة الحكومة، إلا أن فشل الأخير في الحصول على الأغلبية بالرغم من تصدره للانتخابات، جعلت حظوظ خصمه بيدرو سانشيز المنتمي إلى اليسار تكون أكثر قوة بالرغم من أن حزب سانشيز حل في المرتبة الثانية.

ووفق أوروبا بريس دائما، فإن الجزائر اختارت إصلاح علاقاتها مع إسبانيا مع اقتراب حصول بيدرو سانشيز على الأغلبية لتولي الحكومة لولاية ثانية، خاصة أن كل المؤشرات السياسية في البلاد تؤكد على أن زعيم حزب العمال الاشتراكي بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه خلال الأسابيع المقبلة.

غير أن الوكالة المذكورة، أشارت إلى أن المعطيات بشأن الأسباب التي تقف وراء هذا التحول الجزائري تبقى ناقصة إلى حدود الساعة، في ظل عدم خروج البيانات الرسمية من كلا البلدين، خاصة أن الجزائر كانت تشترط لإعادة علاقاتها مع إسبانيا، تراجع الأخيرة عن موقفها الداعم لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، وهو الأمر الذي لم يحدث من طرف مدريد.

هذا ونقلت الصحافة الجزائرية مؤخرا تبريرات بعض المسؤولين الجزائريين لهذا التحول الذي يأتي بعد 19 شهرا من الأزمة الثنائية، حيث قال بعضهم أن ذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى الموقف الذي أعرب عنه رئيس الحكومة الإسبانية المؤقت، بيدروسانشيز، من القضية الفلسطينية في الفترة الأخيرة بعد اندلاع المواجهات بين حركة المقاومة "حماس"، والجيش الإسرئيلي، في قطاع غزة.

وحسب ما تداولته عدد من وسائل الإعلام الجزائرية نقلا عن مسؤولين، من بينهم جمال الدين بو عبد الله، رئيس المجموعة الصناعية والتجارية الجزائرية الإسبانية، فإن موقف سانشيز من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حسب الأخير، كان متميزا عن باقي القادة الغربيين، حيث أعلن أن الحل النهائي للصراع يكمن وراء منح الفلسطينيين الحق في إنشاء دولتهم المستقلة.

وقال جمال الدين بو عبد الله، إن الجزائر تُقدر هذا الموقف من بيدرو سانشيز، مضيفا في نفس السياق في تصريح لصحيفة جزائرية، أن من العوامل الأخرى التي دفعت الجزائر إلى إنهاء قطيعتها إلى مدريد، هو ما وصفه بـ"التعديلات" خطاب سانشيز بشأن قضية الصحراء، حيث دعا خلال خطابه الأخير في الأمم المتحدة بضرورة إيجاد حل سياسي مرض للطرفين، دون الإشارة إلى الحكم الذاتي.

ويرى متتبعون لما أدلى به المسؤولون الجزائريون بشأن إنهاء القطيعة مع إسبانيا، أنها مجرد تبريرات تخفي من ورائها عجز الجزائر في الضغط على إسبانيا للتراجع عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، خاصة أن خطاب بيدرو سانشيز في الأمم المتحدة هذه السنة لا يختلف عن الخطاب الذي أدلى به العام الماضي، حيث دعا إلى حل سياسي متوافق عليه دون الإشارة إلى الحكم الذاتي بالإسم، ومع ذلك لم تتخذ الجزائر قرار إصلاح العلاقات مع مدريد أنذاك.

ووفق هؤلاء، فإن لجوء الجزائر إلى القضية الفلسطينية التي يستعملها النظام كثيرا في خطاباته السياسية، هو أيضا مبرر آخر من أجل مدارة إخفاق قصر المرادية في دفع إسبانيا لتغيير مواقفها من قضية الصحراء، خاصة بعدما تيقن لديها أن بيدرو سانشيز بات هو الأقرب لتولي الحكومة لولاية جديد، وهو المسؤول الذي كان قد أعلن في مارس الماضي تغيير موقف إسبانيا المحايد من قضية الصحراء إلى الدعم الصريح مقترح الحكم الذاتي المغرب لحل النزاع.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...