قال إن قرار تقليص التأشيرات أضر ببلاده.. لوكورتيي: فرنسا ستظل مساندة لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، والهجوم على المغرب خلال الزلزال أشعرني بالعار

 قال إن قرار تقليص التأشيرات أضر ببلاده.. لوكورتيي: فرنسا ستظل مساندة لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، والهجوم على المغرب خلال الزلزال أشعرني بالعار
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 14 نونبر 2023 - 9:03

ظهر السفير الفرنسي، كريستوف لوكورتيي، لأول مرة عبر منبر سمعي بصري عمومي مغربي، أمس الاثنين، وذلك عندما حل ضيفا على Radio 2M، وذلك إثر استقباله من طرف الملك محمد السادس يوم 4 أكتوبر الماضي، لتقديم أوراق اعتماده سفيرا مفوضا فوق العادة لبلاده، وهي الخرجة الإعلامية التي تطرق فيها لملف الصحراء والهجوم الإعلامي الفرنسي على المملكة، وأيضا إلى قضية التأشيرات.

وأكد لوكورتيي أن فرنسا تعلم منذ وقت طويل الأولوية التي يعطيها المغرب لملف الصحراء، لكن أحيانا يكون هناك نوع من "المحاكمات الخاطئة" التي تصدر عنها تقييمات غير دقيقة للموقف الفرنسي، مبرزا أن ذلك هو ما دفع السفير الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة لتوضيح الأمور مؤخرا، للتأكيد على أنه منذ أن أقدم المغرب مخط الحكم الذاتي للصحراء في 2007، كانت فرنسا إلى جانبه، معتبرا أن هذا الدعم "كان تاريخيا" وأن موقف باريس ظل دائما واضحا جدا.

وأورد السفير الفرنسي أن بلاده لم تقف عند حدود التذكير بدعمها التاريخي للمقترح المغربي، ولكن أيضا الآن "يجب التقدم إلى الأمام"، وهو ما أشار إليه ممثلها في الأمم المتحدة قُبيل صدور القرار الأخير لمجلس الأمن، مبرزا أن باريس منخرطة في هذه الدينامية التي يقودها المغرب لتطوير جهات الصحراء، حيث ستكون مرافقة له من خلال حوار ثابت حتى يصبح المخطط المغربي هو الأكثر حضورا على المستوى الدولي.

وأورد لوكورتيي أن الأمر يتعلق بإعادة تأكيد على أن بلاده "حليف دائم ووفي ومُبدع وديناميكي" للمغرب، مبرزا إعجاب بلاده بـ"بسالة الشعب المغربي وبحكامة الملك محمد السادس وخططه لفائدة المنطقة"، لذلك فإن فرنسا، بسببه، اختارت تسجيل دعمها للمملكة، مع إبداء يقينها في أن الوقت سيتيح الفرصة لتحقيق تنمية جديدة، لأنه حاليا "يجب المضي إلى الأمام".

وشدد السفير الفرنسي على أنه لا يجب ترك النزاع مجمدا كما يرغب في ذلك العديد من "الشركاء الدوليين"، مضيفا أنه "ما دام قد حان الوقت للتقدم، فإن فرنسا بالتأكيد ستكون في مقدمة هذا المسار، من أجل الاستمرار في مرافقة المملكة على درب الوصول إلى حل دائم ومرضٍ يُتيح الاستمرار في المسار التنموي الذي تشهده جهات الصحراء".

من ناحية أخرى، تطرق السفير الفرنسي إلى الهجوم الذي شنه الإعلام الفرنسي على المغرب جراء عدم تجاوب المملكة مع عرض المساعدة الباريسي إثر زلزال الحوز، موردا أنه كان في المغرب حينها وشعر بالهزة، وكان معجبا بالتضامن الذي رآه بين المغاربة، لكنه أيضا شعر بـ"العار" بسبب ما تابعه عبر القنوات الفرنسية، وأضاف أن الأمر يتعلق بممارسات "مهينة" أضرت بالعلاقات المغربية الفرنسية كما شوهت صورة الصحافة الفرنسية.

واعتبر لوكورتيي أن الأمر ينم عن عدم معرفة بالمغرب، مبرزا أن ما قامت به الرباط من مجهودات في ظل هذه الكارثة كان ملحوظا وفعّالا، في ظل صعوبة الوصول إلى العديد من المناطق المتضررة، ووصول الزلزال إلى المئات من الدواوير الممتدة على مساحات شاسعة، موردا أن فرنسا مستعدة لمرافقة المغرب لإعادة بناء تلك المناطق بالطريقة التي يراها مناسبة وفي الوقت الذي يرغب فيه.

وخلال الحوار نفسه، أعلن السفير الفرنسي بالرباط أن بلاده رفعت جميع القيود التي سبق أن فرضتها على إصدار التأشيرات لصالح المواطنين المغربة، لطي هذا الملف بشكل نهائي، مبديا أسفه على هذا القرار الذي قال إنه كان "خسارة" لبلاده باعتراف الرئيس إيمانويل ماكرون، وأضر كثيرا بصورتها، وأوضح أن علاقة حميمية مثل تلك التي تجمع بين باريس والرباط لا تتم إدارتها عبر الإحصائيات فقط.

واعتبر لوكورتيي أن "للقلب قواعد لا يدركها العقل"، والقرار الفرنسي بخصوص التأشيرات "مسّ القلب"، مبديا اقتناعه بأن الأمور ستعود إلى مجاريها مع مرور الزمن، لأنه كفيل "بمحو كل تلك الفوضى والإهانات" مشددا على أن بلاده قررت منح التأشيرة لجميع الأشخاص الذين يتقدمون للحصول عليها إلى ما استوفوا الشروط المطلوبة، دون أي قيود مسبقة.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...