بعد تعيينه رئيسا للحكومة الإسبانية لولاية جديدة.. الجزائر والبوليساريو يُعولان على يولاندا دياز لتليين موقف سانشيز من قضية الصحراء المغربية

 بعد تعيينه رئيسا للحكومة الإسبانية لولاية جديدة.. الجزائر والبوليساريو يُعولان على يولاندا دياز لتليين موقف سانشيز من قضية الصحراء المغربية
الصحيفة - محمد سعيد أرباط 
الخميس 16 نونبر 2023 - 22:58

تتجه أنظار الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية، ابتداء من اليوم الخميس، نحو زعيمة حزب "سومر" اليساري الإسباني، يولاندا دياز، على أمل أن يكون حضورها في تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة بيدرو سانشيز، خطوة نحو تليين موقف الأخير من قضية الصحراء المغربية ودفعه نحو العودة إلى الحياد السابق لمدريد في هذه القضية، بدل الدعم الصريح لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع القضية تحت السيادة المغربية الذي أعرب عنه سانشيز في مارس 2022.

وتم اليوم الخميس بالبرلمان الإسباني، إعلان مرشح حزب العمال الاشتراكي، بيدرو سانشيز، رئيسا للحكومة الإسبانية لولاية جديدة، بعد حصوله على 179 صوتا، وبالتالي تحقيقه للأغلبية بزيادة 3 أصوات، بفضل 121 صوتا من حزبه، و31 صوتا من حزب "سومر"، إضافة إلى الأصوات الأخرى التي منحتها له أحزاب جهوية، على رأسها أحزاب كتالونية قررت دعمه على إثر مفاوضات أدت بسانشيز إلى الموافقة على منح العفو للزعماء الكتالونيين المطالبين بالانفصال عن إسبانيا.

ويُعتبر استمرار سانشيز على رأس الحكومة الإسبانية أمرا غير جيد من الناحية السياسية بالنسبة للجزائر وجبهة البوليساريو، لكونه هو من أقدم على الخطوة الجريئة في تاريخ صراع الصحراء، بإعلان دعم مدريد للمقترح المغربي لحل هذا النزاع تحت السيادة المغربية، وهي الخطوة التي كانت قد دفعت بالجزائر إلى سحب سفيرها من مدريد في مارس 2022، ثم تعليق اتفاقية الصداقة والتعاون في يونيو من نفس العام، كردود فعل مضادة على الموقف الإسباني الجديد من قضية الصحراء.

وكانت جبهة البوليساريو الانفصالية، قد شنت من جهتها انتقادات وهجمات عديدة على بيدرو سانشيز، ووصفته بـ"الخائن" وطالبته مرارا بالتراجع عن دعم المغرب في قضية الصحراء، وهو الأمر الذي لم يستجب له سانشيز وأصر على موقفه وعلى ضرورة بناء علاقات جيدة مع المغرب.

لكن بعض التصريحات الأخيرة لزعيمة حزب الائتلاف اليساري "سومر"، يولاندا دياز، أحيت بعض الآمال لدى الجزائريين والموالين لجبهة البوليساريو، من بينها تصريح أدلت به أمس الأربعاء بالبرلمان الإسباني خلال مناقشة التصويت على بيدرو سانشيز، حيث قالت بأن اتفاق حزبها مع سانشيز لتشكيل الحكومة، لا يعني تغيير موقفها الرافض لموقفه الداعم لمغربية الصحراء، مشيرة إلى أنها ستواصل الدفاع عما وصفته بـ"حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".

ويعتقد متتبعون لقضية الصحراء، أن الجزائر التي قررت مؤخرا بدون سابق إنذار إصلاح علاقاتها مع إسبانيا بتعيين سفير جديد في مدريد، ستعول -ومعها جبهة البوليساريو-، على حضور يولاندا دياز في الحكومة الائتلافية لسانشيز، من أجل تليين موقفه من قضية الصحراء، أو على الأقل الضغط عليه لتفادي إعلان دعمه الصريح للمغرب في المحافل الدولية.

هذا ومن جهتها، فإن الرباط لازالت ترقب التطورات السياسية في شبه الجزيرة الإيبيرية بناء على المعطيات الميدانية الرسمية، والتي تشير إلى حدود الساعة أن إسبانيا من البلدان التي تدعم مقترح الحكم الذاتي لإنهاء نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، وترى في استمرار سانشيز ضمانا هاما لهذا الأمر، إضافة إلى أن بقاء سانشيز في السلطة يضمن تنفيذ العديد من بنود اتفاقية خارطة الطريق الجديدة بين البلدين التي تم الخروج بها خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي انعقد بين الحكومة المغربية ونظيرتها الإسبانية في العاصمة المغربية الرباط بين 1 و 2 فبراير 2023.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...