وصفته بـ"صديق المغرب".. بقاء منصب وزارة الخارجية الإسبانية في يد ألباريس يُحبط آمال البوليساريو في قضية الصحراء

 وصفته بـ"صديق المغرب".. بقاء منصب وزارة الخارجية الإسبانية في يد ألباريس يُحبط آمال البوليساريو في قضية الصحراء
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الخميس 23 نونبر 2023 - 9:01

اعتبر موالون لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، أن بقاء منصب وزير الخارجية الإسبانية في يد خوسي مانويل ألباريس، يُبعد جميع الآمال المتعلقة بإمكانية تراجع مدريد عن موقفها الداعم لمغربية الصحراء، بالنظر إلى أن ألباريس هو الذي كان قد أقنع رئيس الحكومة بيدرو سانشيز بإعلان دعم إسبانيا للحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.

وقالت صحيفة "ريبيليون" الناطقة بالإسبانية وهي أحد الأذرع الإعلامية التي تدافع عن البوليساريو، إن مانويل ألباريس الذي قرر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إبقائه في منصبه، هو "صديق المغرب"، وبالتالي فإن إسبانيا ستتجاهل أي إمكانية لدعم مطالب البوليساريو، مشيرة إلى أن ألباريس دائما يصف المغرب بالبلد "الصديق"، ويصف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بـ"صديقه".

وكانت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، قد قالت في تقرير نشرته أول أمس الثلاثاء أن رئيس الحكومة المعين حديثا، بيدرو سانشيز، جدد الثقة في خوسي مانويل ألباريس، وقرر إبقائه في منصب وزير الخارجية بعدما نجح الأخير في حل العديد من المشاكل، من أبرزها الأزمة مع المغرب، مشيرة إلى أن ألباريس هو الذي أقنع سانشيز بدعم مغربية الصحراء لإنهاء الخلاف الثنائي الذي نشب بين البلدين بين 2021 و 2022.

وكان بيدرو سانشيز قد قرر تعيين ألباريس في منصب وزير الخارجية في منتصف عهدته الرئاسية السابقة في تعديل حكومي أطاح بأرانشا غونزاليز لايا من نفس المنصب، لكونها كانت السبب في الأزمة مع المغرب بعدما وافقت على استقبال زعيم البوليساريو ابراهيم غالي لدخول التراب الإسباني بشكل سري بهدف تلقي العلاجات مما قيل إصابته بفيروس كورونا المستجد، وذلك في أبريل 2021.

ومباشرة بعد تعيين ألباريس خلفا للايا، قاد مجهودات حثيثة لإصلاح العلاقات مع المملكة المغربية، وهو ما تحقق بعدما أقنع رئيس الحكومة بيدرو سانشيز بإعلان دعمه لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، في رسالة وجهها سانشيز إلى العاهل المغربي محمد السادس في مارس 2022، لتكون بذلك طيا لصفحة أزمة حادة بين الرباط ومدريد.

لكن إنهاء الأزمة مع المغرب، كان إيذانا بنشوب أزمة ديبلوماسة واقتصادية مع الجزائر، التي قررت سحب سفيرها من مدريد مباشرة بعد إعلان الأخيرة دعمها للمغرب في قضية الصحراء، وذلك في خطوة احتجاجية على ما قامت به إسبانيا، وطالبت من مدريد تقديم توضيحات على قرارها الداعم للرباط.

وبخلاف ما قام به خوسي مانويل ألباريس لحلحلة الأزمة مع المغرب، فإن رد فعله تُجاه الجزائر كان معاكسا، حيث طالب الجزائر بشكل صارم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لإسبانيا، وهو ما زاد من غضب أصحاب القرار في قصر المرادية الذين قرروا في يونيو 2022، تعليق معاهدة الصداقة والتعاون مع إسبانيا من طرف واحد، وتعليق المعاملات التجارية بعدما رفضت مدريد الرضوخ لضغوطاتها.

وأصر وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس على موقفه الثابت بشأن الأزمة مع الجزائر، حيث كرر في أكثر من تصريح على أن الجزائر يجب ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لمدريد، وأكد بأنه سيعمل من داخل الاتحاد الأوروبي على دفع الجزائر إلى التراجع عن إجراءاتها الأحادية الجانب تُجاه بلاده.

ويبدو أن الضغوطات الجزائرية لم تعط أي نتيجة، حيث قررت الجزائر قبل أسابيع قليلة من تعيين سانشيز رئيسا للحكومة الإسبانية لولاية جديدة، عن تعيين سفير لها في مدريد والشروع في تحسين العلاقات مع إسبانيا دون أن ترضخ مدريد لشرطها الأهم والمتعلق بضرورة تراجع إسبانيا عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...