للمرة الثانية.. سانشيز لا يختار المغرب كوجهة خارجية أولى بعد توليه رئاسة الحكومة الإسبانية، والسبب: رحلة عاجلة إلى إسرائيل وفلسطين

 للمرة الثانية.. سانشيز لا يختار المغرب كوجهة خارجية أولى بعد توليه رئاسة الحكومة الإسبانية، والسبب: رحلة عاجلة إلى إسرائيل وفلسطين
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 23 نونبر 2023 - 16:43

للمرة الثانية، اختار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز كسر العرف المتبع منذ سنة 1982، بأن تكون أول زيارة خارجية رسمية لرئيس السلطة التنفيذية في مدريد إلى المغرب، غير أن الأمر يتعلق هذه المرة برحلة مستعجلة يقوم بها رفقة رئيس الوزراء البلجيكي، أليكساندر دي كرو، إلى الشرق الأوسط، في محاولة أوروبية لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وغادر سانشيز ودي كرو إلى الشرق الأوسط، في رحلة تشمل إسرائيل والضفة الغربية ومصر، في محاولة لـ"تقديم حلول للسلام" وفق توصيف شبكة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية العمومية، وذلك تزامنا مع اليوم الأول لدخول الهدنة الممتدة لـ4 أيام والمبرمة بين إسرائيل وحركة "حماس"، بوساطة قطرية ومصرية، حيز التنفيذ، والتي تشمل وقف إطلاق النار وتبادل مجموعة من الأسرى.

وتجد الرحلة الثنائية لسانشيز ودي كرو تفسيرها في كون إسبانيا الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، وستسلم هذه المهام إلى بلجيكا في دجنبر المقبل، ويأتي ذلك في ظل مساعٍ أوروبية لإنهاء الأعمال العسكرية في غزة التي أدت إلى سقوط الآلاف من الضحايا، والمستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي، إثر عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها "حماس" ضد مستوطنات إسرائيلية.

وسبق لسانشيز أن أدان هجوم "حماس" ودعا إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، لكنه أيضا أعلن رفضه لـ"المجازر العشوائية ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية"، وأكد سانشيز قبل حصوله على ثقة مجلس النواب، أنه سيعمل رفقة دول الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، متعهدا بإعلان هذا الأمر من جانب مدريد.

ومن المتوقع أن يلتقي سانشيز مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما سيجتمع برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، قبل الذهاب إلى القاهرة للقاء بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك في ظل سعيه من أجل عقد قمة للسلام على الأراضي الإسبانية، تبحث سبل إنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ومنذ 1982، بدأ رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، فيليبي غونزاليس، المنتمي، على غرار سانشيز، إلى الحزب الاشتراكي العمالي، تقليدا دبلوماسيا يتمثل في أن تكون الزيارة الخارجية الأولى لرئيس الوزراء الإسباني بعد توليه منصبه، إلى الجار الجنوبي المغرب، وهو ما حافظ عليه خوسي ماريا أثنار وخوسي لويس رودريغيث ثباتيرو وماريانو راخوي.

وفي 2018 كسر سانشيز هذا التقليد باختياره الذهاب إلى فرنسا أولا، وبررت الحكومة الأمر بعد ذلك بأن السبب هو استحالة تحديد موعد له للقاء بالملك محمد السادس، لطن ذلك أدى إلى تراكم أزمة دبلوماسية مع المغرب بلغت ذروتها سنة 2021 بسماح مدريد لزعيم "البوليساريو" بدخول أراضيها بشكل سري وبوثائق هوية جزائرية مزيفة.

وانتهت الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد في 18 مارس 2022، برسالة بعث بها سانشيز إلى الملك محمد السادس أعلن من خلالها دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، وفي 7 أبريل 2022 قام بزيارة إلى الرباط التقى خلالها الملك محمد السادس، ونتج عنها إعلان مشترك أصبح بمثابة خريطة طريق للعلاقات بين البلدين.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...