بدعم من ميناء "طنجة المتوسط".. اختراع مغربي لتوليد الطاقة من أمواج البحر يطمح للوصول إلى الموانئ الأوربية والإفريقية

 بدعم من ميناء "طنجة المتوسط".. اختراع مغربي لتوليد الطاقة من أمواج البحر يطمح للوصول إلى الموانئ الأوربية والإفريقية
الصحيفة - يوسف لحيرش
الأثنين 18 دجنبر 2023 - 9:00

تمكنت الشركة المغربية الناشئة أتاريك ATAREC (Advanced Third Age Renewable Energies Company) من تطوير تقنية جديدة لتوليد الكهرباء بواسطة حركة الأمواج من أجل استغلال الطاقة الهائلة الموجودة عند حواجز كسر الأمواج في الموانئ ومختلف البنى التحتية على ضفاف البحر.

وتجري حاليا أول تجربة لنموذج هذه التقنية بميناء طنجة المتوسط، المسماة WaveBeat والحاصلة على براءة اختراع لالتقاط التغيرات الرأسية في مستوى سطح البحر باستخدام عوامة عائمة حرة تقوم بتحويل الحركة الطبيعية للمياه إلى طاقة مستدامة ومتجددة.

وحسب المعطيات، فمهندسان مغربيان هما أسامة نور ومحمد طه الورياشي وراء تطوير هذه التقنية، وهما أيضا مؤسسا شركة "أتاريك". وفي تصريح هذا الأخير لمجلة "أوفشور إينرجي" يقول إن عملية تطوير WaveBeat جاءت نتيجة دراسات وتصميمات دقيقة، أعقبتها عمليات محاكاة رقمية سمحت بتحديد مدة الكفاءة وشجعتهما على مواصلة الرحلة بمؤشرات أداء واعدة للغاية.

نماذج تم تجريبها بميناء طنجة المتوسط شمال المغرب

وأضافا الورياشي أنه بعد ذلك تم الانتقال إلى "مرحلة النماذج الأولية مع ميناء طنجة المتوسط في شمال المغرب، والتي كانت صعبة للغاية، لكنها سمحت بإثبات أداء هذه النماذج التي تم تصنيع وتجميع مكوناتها بدعم من العديد من الشركاء حول العالم خلال سنتي 2020 و2021، لنتمكن بعدها من إنشاء نموذج أكثر تقدما، تبلغ قدرته نحو 7 كيلوواط".

واختار المهندسان ميناء "طنجة المتوسط" بسبب الدعم والعلاقة الطويلة الأمد التي أقامتها الشركة المغربية مع الميناء، وباعتباره أيضا يضم نحو 110 ميغاواط من طاقة الأمواج المتاحة أمام كاسر الأمواج العمودي، الذي يتناسب تماما مع المفهوم التقني الذي طورته الشركة.

وأكد محمد طه الورياشي أنه "بفضل دعم الميناء أصبح التطوير أسهل لأنه وفر جميع الخدمات اللوجستية والمواد اللازمة"، وأضاف قائلا: "يعد ميناء طنجة المتوسط أيضا مركزا لوجستيا وصناعيا، فهو ميناء ضخم يتمتع بنظام بيئي ضخم يحتاج إلى كل الطاقة الخضراء التي يمكنه الحصول عليها، بحيث يكيف أنشطته مع رؤية الاتحاد الأوروبي للحد من انبعاثات الكربون المطلوب إدخالها في الأشهر القليلة المقبلة"

هذا، وتركز حاليا الشركة المغربية على تقنية طاقة الأمواج الخاصة بها WaveBeat لتوفير حلول طاقية مستدامة للموانئ والبنية التحتية البحرية، إذ جرى تصميم التكنولوجيا بطريقة تجعلها مناسبة بشكل خاص لبيئات الموانئ، مع كونها تنافسية من حيث التكلفة في الوقت نفسه، حيث تعتقد الشركة أن البدء بقطاعات السوق التي تكون فيها طاقة الأمواج هي الأكثر جاذبية تعد الخطوة الأكثر منطقية في الوقت الحالي مع توسيع نطاق هذه التكنولوجيا في المستقبل.

وأفاد الورياشي في هذا السياق: "ندرك جيدا الإمكانات الأوسع لتقنيتنا، مع استمرارنا في التقدم والتوسع، نتصور إمكانية تطوير أجهزة لمرافق ومنشآت أخرى مثل تحلية المياه، والمنصات البحرية، والجزر الاصطناعية، والمرافق السياحية.. حيث يتماشى هذا التوسع مع هدفنا الطويل المدى والمتمثل في المساهمة بشكل واسع في مجال الطاقات المتجددة، ونعتقد أن الطاقة البحرية هي المفتاح لحل مشكلة انقطاع مصادر الطاقة المتجددة الأخرى".

وأضاف أحد مؤسسي الشركة المغربية الناشئة أتاريك أنه "جغرافيا، يظل تركيز الشركة منصبا على توسيع أنشطتها في قطاع الموانئ حيث الظروف ملائمة" مضيفا "لدينا 3 معايير: إمكانات الطاقة، والحوافز، والبنية التحتية القائمة. وبصرف النظر عن المغرب، حيث لدينا إمكان الوصول إلى شركاء جيدين، فإن الموانئ في الدنمارك والمملكة المتحدة وأوروبا الغربية وغرب أفريقيا هي الأكثر جاذبية بالنسبة لنا في هذه المرحلة".

محمد طه الورياشي. أحد مؤسسي شركة "أتاريك" لتطوير تقنية توليد الكهرباء بواسطة حركة الأمواج

وفيما يتعلق بدمج تكنولوجيا طاقة الأمواج مع مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، تدرس الشركة المغربية الدمج المحتمل مع توربينات تيار المد والجزر، التي يمكن أن تحسن عامل قدرة التكنولوجيا، لكن هذا يظل خيارًا طويل المدى.

تحديات المشروع 

الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، خاصة في القطاعات الناشئة مثل الطاقات المتجددة، تتطلب تكلفة عالية وتستغرق الكثير من الوقت للانتقال من مرحلة البحث والتطوير إلى مؤسسات مدرة للدخل، حيث أشار طه الورياشي إلى أنه "لسوء الحظ، لا يرغب الكثير من المستثمرين في دعم هذا النوع من الشركات. في حالتنا، كان لدينا الحظ في أن يتم دعمنا منذ اليوم الأول من قبل ميناء طنجة المتوسط، إحدى أكبر الشركات العامة في المغرب، لذلك كان لدينا الخدمات اللوجستية والموارد، لكن كل ذلك كان دعما عينيا". مضيفا "لقد تلقينا أكثر من 900 ألف أورو بين الأسهم والمنح والأموال غير المخففة، والآن نعمل على العديد من البرامج من أجل الحصول على مزيد من التمويل وتسريع تطوير WaveBeat في أقرب وقت ممكن، بالتوازي مع إطلاق حملة جمع التبرعات القادمة.

ويراهن المهندسان على المبادرات والشراكات بين القطاعين الخاص والعام لخلق دراسة جدوى واقعية من أجل تحسين الوصول المحدود إلى الإعانات والمنح لاستكمال هذه المغامرة الطموحة.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...