ليست المرة الأولى.. هذه قصّة وفد "البوليساريو" الذي شارك في مراقبة الانتخابات المصرية بقبعة الاتحاد الإفريقي

 ليست المرة الأولى.. هذه قصّة وفد "البوليساريو" الذي شارك في مراقبة الانتخابات المصرية بقبعة الاتحاد الإفريقي
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 18 دجنبر 2023 - 14:34

أثار إعلان جبهة "البوليساريو" المشاركة في مراقبة الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر الأسبوع الماضي، الكثير من علامات الاستفهام بخصوص استقبال القاهرة لوفد جهة سبق لها التأكيد أنها لا تعترف بها، خصوصا في ظل إعلان سابق عن مشاركة قواتها إلى جانب ميليشيات الجبهة الانفصالية في مناورات مشتركة بالجزائر.

المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" من مصادر سياسية، أكدت أن الأمر لا يتعلق بـ"وفد من الجمهورية الصحراوية" كما زعمت جبهة "البوليساريو" التي أعلنت الأمر بتاريخ 13 دجنبر الجاري، وإنما باثنين من عناصر الجبهة كانوا أعضاء في الوفد الذي انتقل إلى مصر لمراقبة الانتخابات الرئاسية باسم مفوضية "الاتحاد الإفريقي".

وأوضحت المصادر ذاتها أن تحرك عضوي الجبهة لم يكن خلفه أي تنسيق رسمي بين "البوليساريو" والقاهرة، مبرزا أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تتعامل فيها السلطات المصرية مع ممثلين عن الجبهة الانفصالية عندما يحملون قبعة الاتحاد الإفريقي، وهو الأمر الذي استغلته "البوليساريو" والجزائر لتسويقه وكأنه "انتصار دبلوماسي".

وفي نونبر من سنة 2016، شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة الأفريقية العربية الرابعة، التي انعقدت في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، وذلك على الرغم من مشاركة وفد من "البوليساريو" تحت مسمى "الجمهورية الصحراوية"، في الوقت الذي قاطعت فيه 8 دول عربية هذا اللقاء، ويتعلق الأمر بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والأردن واليمن والصومال، إلى جانب المغرب، هذا النشاط.

وحينها أصدرت الرئاسة المصرية بيانا جاء فيه أنها لا تعترف بما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، غير أن هذه الأخيرة "تحظى بوضعية دولة عضو بالاتحاد الإفريقي"، وتابع البيان أن مشاركة السيسي في القمة "جاءت لتعكس حرص مصر على تعزيز التعاون الإفريقي العربي المشترك، من أجل تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة مختلف التحديات".

وما أدى إلى طرح علامات استفهام كبيرة بخصوص مشاركة الوفد الانفصالي في مراقبة الانتخابات المصرية، هو أنها تلت خطوة أخرى لـ"تطبيع" العلاقات بين القاهرة و"البوليساريو"، تمثلت في مشاركة قوات مصرية في تدريبات عسكرية على الأٍاضي الجزائرية تحت اسم "سلام شمال إفريقيا 2"، أواخر شهر نونبر الماضي، بمشاركة ميليشيات الجبهة الانفصالية.

وتفادت مصر أي حديث عن هذه المشاركة، غير أن وزارة الدفاع الجزائرية هي التي أعلنت الأمر، موردة، في بيان، أن التمرين  عرف مشاركة وفود من الدول الأعضاء ضمن قدرة إقليم شمال إفريقيا ممثلة في الجزائر ومصر وليبيا، إلى جانب ما وصفتها "الجمهورية العربية الصحراوية"، وقالت "يأتي ذلك في إطار تعزيز الجاهزية العملياتية لقدرة إقليم شمال إفريقيا، وبغرض الرفع من قدرات التخطيط المشترك بين مكونات القدرة".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...