شركة "ناريفا" للطاقة التابعة للهولدينغ الملكي تؤكد لـ"الصحيفة" شروع العملاق الصيني Envision في تسليم وتركيب توربينات حقل الطاقة الريحية بمدينة الداخلة
يبدو أن الصين حسمت خِيار دعم استثماراتها في الصحراء المغربية. فبعد شركة "هوايو" (HUAYOU) الصينية التي تُعتبر من الشركات الرائدة عالميا في مجال صناعة مكونات البطاريات الكهربائية للسيارات، والتي أبدت عزمها إنشاء مصنع ضخم خاص بإنتاج مكونات بطاريات السيارات الكهربائية، بجهة العيون الساقية الحمراء، بكلفة تزيد عن 20 مليار دولار أمريكي، حصلت "الصحيفة" على معطيات خاصة تؤكد أن الشركة الصينية Envision بدأت تزويد حقل الطاقة الريحية بمدينة الداخلة بالتوربينات الريحية التي سَتُستعمل طاقتها الكهربائية في تزويد محطة تحلية مياه البحر بمدينة الداخلة.
وأكدت مصادر مسؤولة من داخل شركة "ناريفا" للطاقة التابعة للهولدينغ الملكي "المدى" في تصريح لـ"الصحيفة"، أن المزود الصيني Envision لحقل الطاقة الريحية بمدينة الداخلة قد بدأ في عملية تنزيل وتركيب التوربينات الريحية من نوع EN171-5MW ذات فاعلية أكبر مع خاصية الرياح بالمناطق الجنوبية، والتي من المنتظر أن تستعمل طاقتها الكهربائية في تزويد محطة تحلية مياه البحر بمدينة الداخلة الفائز بصفقتها الثنائي Nareva-Engie "ناريفا" و"إينجي" الفرنسية.
وكان عملاق الطاقات المتجددة الصيني قد أكد في شهر ماي المنصرم أنه تمكن من الظفر بصفقة حقل الطاقة الريحية قدرته 60 ميغاواط، سيعمل على تأمين المتطلبات الطاقية لمحطة التحلية بمدينة الداخلة بنسبة 100%.
ويعتبر هذا الحقل الطاقي من أولى صفقات المصنع الصيني داخل السوق المغربي، وذلك بعد إعلان المصنع الألماني سيمنس مغادرته للمغرب بعد إغلاقه مصنع الشفرات الريحية بمدينة طنجة عند بداية 2023. فهل سيعوض الصينيون الألمان مستقبلا داخل المغرب.
هذا، ومن المرتقب أن تنتج محطة الداخلة 37 مليون متر مكعب في السنة من أجل تزويد الجهة بالماء الصالح للشرب وسقي 5000 هكتار من الأراضي الزراعية، هي عبارة عن أول محطة هجينة في المغرب بمعنى تعتمد على الطاقة المتجددة في تحريك إنتاجها، بغلاف مالي يقدر ب 2 مليار درهم، يمتد استغلالها لـ 27 سنة ابتداء من انتهاء الأشغال في 2025.
ومرّت الصفقة في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص PPP مع المكتب الوطني للماء والكهرباء ONEE، وفي يونيو 2022 دخل المشروع حيز التنفيذ بتوقيع الحكومة عبر وزارة الفلاحة على مذكرة تفاهم مع شركة Dawec المنبثقة عن الثنائي ناريفا-إينجي.
ومع دخول الشركات الصينية التي يوجد العديد منها في ملكية الدولة، في مشاريع عملاقة في الصحراء المغربية، تبدي بيكين موقفها السياسي من قضية الصحراء، وهو ما ظهر بشكل أكبر بعد خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة "الملك والشعب" حينما أكد أن "ملف الصحراء هو المعيار الذي يقيس به المغرب صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات"، وهو ما يبدو أن بيكين قد التقطته، ودعمت حضورها الاقتصادي في المغرب، وتحديدا في الصحراء، حيث أبدت عزمها فتح مشاريع ضخمة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية بمدينة العيون، لتوفر الموارد الطبيعية الخام لمثل هذه الصناعة خصوصا من الفوسفاط.
