بعد تقرير "الصحيفة" وصمت الوزارة.. لغز مشاركة وفد مغربي مُكون من 823 شخصا في "كوب 28" بالإمارات يلاحق بنعلي في البرلمان

 بعد تقرير "الصحيفة" وصمت الوزارة.. لغز مشاركة وفد مغربي مُكون من 823 شخصا في "كوب 28" بالإمارات يلاحق بنعلي في البرلمان
الصحيفة من الرباط
الجمعة 22 دجنبر 2023 - 12:00

لا زال لغز الوفد المغربي القياسي الذي انتقل إلى الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28"، معلقا بدون إجابة، رغم الشبهات المحيطة به والمتعلقة بـ"تبذير المال العام"، وهو الأمر الذي دفع الفريق الحركي إلى توجيه سؤال برلماني في الموضوع إلى وزير الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي.

واستندت الوثيقة، الموقع من طرف البرلماني محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إلى المعطيات التي نشرتها "الصحيفة" يوم 6 دجنبر الماضي، وجاء في السؤال الكتابي أن وسائل الإعلام نشرت أخبارا حول حجم الوفد المغربي المشارك في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" المنظم في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأشار السؤال الكتابي إلى أن عدد المشاركين بلغ 823 شخصا، أقلتهم طائرتان ذات طابقين من نوع إيرباص A380، وبتكلفة باهظة لسفرهم قُدرت بما بين 5,76 و 12.34 مليون درهم، مضيفا أن الأمر يتعلق بثاني أكبر وفد إفريقي.

وتابع أوزين أنه حسب المعطيات نفسها، فإن 80 في المائة من المشاركين في الوفد المغربي غير ضروريين، ولا مهمة محددة لهم، وليس لهم أي دور فاعل ولا اختصاص يبرر مشاركتهم في قمة المناخ، بل إن أغلبهم سافروا إلى دبي على حساب جهات المملكة، ومؤسسات عمومية كـ ترضيات"، وسفر "سياحة مدفوعة الأجر من المال العام.

 واعتبر أوزين أن كل ذلك يطرح أكثر من تساؤل حول مدى تطابق الشعارات الحكومية وممارساتها خاصة في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية، وفي ظل رهان الدولة الاجتماعية التي تتطلب حكامة تدبير النفقات المتسمة بالندرة والرأفة بالمال العام بدل التبذير.

وتساءل أوزين، على ضوء المبدأ الدستوري القاضي بربط المسؤولية بالمحاسبة، عن حقيقة تلك المعطيات، مطالبا بتقديم توضيحات بشأن هويات المشاركين والجهات التي تكفلت بمصاريف رحلاتهم، وحول المعايير المعتمدة لتحديد الأهلية للمشاركة في هذه القمة العالمية.

ووفق ما توصلت له "الصحيفة"، فإن الرحلة الجوية من مطار الدار البيضاء إلى مطار دبي، عبر الدرجة الاقتصادية على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية، ذهابا وإيابا، كأدنى تسعيرة ممكنة خلال شهر دجنبر 2023، تكلف ما يقارب 7000 درهم لكل فرد، وهي التسعيرة الأدنى على الإطلاق المعلن عنها من لدن الناقل الجوي الوطني، لأن هناك رحلات أخرى يصل ثمنها إلى ضعف هذا السعر.

وإذا ما اكتفينا بهذا الرقم للوصول إلى تصور تقريبي لما تم إنفاقه على رحلة الوفد المغربي، الذي يحتاج لطائرتين ضخمتين من نوع إيرباص A380 ذات طابقين لنقل كل أعضائه، فإننا نجد أنفسنا أمام مبلغ 5 ملايين و761 ألف درهم، هذا دون الدخول في تفاصيل الإقامة والتغذية والتنقل بالإمارات، وهو ما يتطلب توضيحات حول ما إذا كانت تغطية تلك النفقات قد غُطيت بواسطة المال العام.

لكن مصدرا عليما أكد لـ"الصحيفة" أن تكلفة الرحلة وصلت إلى 15 ألف درهم، أي 12 مليونا و345 ألف درهم في المجمل، وهو رقم لم يتسنَ للموقع التحقق منه من مصدر رسمي بسبب عدم تجاوب الوزارة الوصية مع استفساراتنا.

وللإشارة، فإن الكلفة التقديرية للوفد المغربي في مجملها، بما يشمل تذكرة الطائرة والإقامة والأكل و"مصاريف الجيب" التي منحت للوفد الرسمي تقارب، وفق المصدر ذاته، المليار ونصف المليار سنتيم، هذا في الوقت الذي حضرت فيه دول كبرى ذات مصالح أكبر بكثير من المغرب، بوفود أقل وبشفافية أكبر.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...