عبر ذات الشبكة ومع نفس المحاوِرة.. الجزائر تنتقل من "مرحلة اللاعودة" إلى الرغبة في "الإسراع بإيجاد حل" مع المغرب بعدما بدأت تخسر كل شيء

 عبر ذات الشبكة ومع نفس المحاوِرة.. الجزائر تنتقل من "مرحلة اللاعودة" إلى الرغبة في "الإسراع بإيجاد حل" مع المغرب بعدما بدأت تخسر كل شيء
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 25 دجنبر 2023 - 18:12

لأول مرة، منذ قرار البلاد قطع العلاقات مع المغرب من طرف واحد سنة 2021، تتحدث الجزائر الرسمية عن رغبتها في إيجاد حل للأزمة مع الرباط، وذلك على لسان وزير الخارجية أحمد عطاف، الذي لم يكتف بذلك، بل تحدث أيضا عن "حلم" بناء المغرب العربي.

المثير في الأمر أن الوزير الجزائري، اختار منصة تابعة لشبكة "الجزيرة" القطرية، التي أعلن عبرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قبل 9 أشهر، وصول العلاقات الجزائرية المغربية إلى نقطة اللاعودة، ليعلن رغبة بلاده في الوصول إلى حل في أسرع وقت.

وقال عطاف من خلال برنامج "ذوو الشأن" الذي تقدمه الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة، عبر منصة "أثير" إنه فيما يخص العلاقات مع المغرب "يمكن اعتبار أن الجزائر هي الأكثر ميولا إلى الإسراع في إيجاد حل"، مضيفا "نحن واعون كما باقي الدول واعية، ببناء المغرب العربي وبالتآخي".

وفي إجابة على سؤال الإعلامية الجزائرية بخصوص ما إذا كان حلم بناء المغرب العربي لا يزال موجودا، أورد الوزير الجزائري "طبعا، هذا الحلم لا يمكن أن يُقضى عليه"، مؤكد أنه شخصيا يحلم بذلك، وتابع "أنا أنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يمكن فيه إعادة الكرة وأن نحاول بناء هذا (الاتحاد)".

وقال عطاف، ضمن مقتطف من حلقة ستُبث كاملة في وقت لاحق، إنه لا يعرف بعد كم سنة سيصبح هذا الحلم ممكنا، لكنه أردف "دورنا ومسؤوليتنا أن نهيئ الأرضية، وهذا هو ما يُمكن أن يُطلب منا واقعيا، ونحن مستعدون لذلك".

وتشكل هذه اللهجة "الهادئة"، التي تفادت الهجوم على المغرب، تحولا جذريا في طبيعة الخطاب الرسمي الجزائري، الذي سبق أن عبر عنه بشكل واضح الرئيس عبد المجيد تبون، عبر شبكة "الجزيرة" أيضا، وأمام المُحاوِرة نفسها، حين أوضح أنه لا مجال لعودة العلاقات بين بلاده والمملكة.

وأورد تبون في لقاء خاص بثته قناة "الجزيرة" شهر مارس الماضي "الإنسان يستخلص العبرة في 60 سنة من الاستقلال، والحدود مغلقة منذ 43 سنة، وهذا فيه أكثر من دلالة"، وتابع "وصلنا تقريبا إلى نقطة اللارجوع (في العلاقة مع المغرب)".

الخرجة الإعلامية لعطاف تأتي في ظرفية جيوسياسية خاصة، لا تتمتع فيها الجزائر بأي نقاط قوة في محيطها، وخصوصا في قضية الصحراء، التي أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية تجاهر برغبتها في وضع نقطة النهاية لها عاجلا، بالإضافة إلى علاقاتها المتردية مع جيرانها من دول الساحل.

وتأتي تصريحات عطاف بعد أيام من عودة نائب وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا، جوشوا هاريس، إلى المنطقة، في زيارة قادته إلى الجزائر، التي عبر فيها عن سعي بلاده للوصول إلى حل لملف الصحراء "دون مزيد من التأخير"، ثم إلى الرباط، ليجدد دعم واشنطن لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باعتبارها "الأكثر جدية وواقعية ومصداقية".

وتعقب تلك التصريحات تردي العلاقة بين الجزائر والنيجر من جهة، وبينها وبين مالي من جهة أخرى، بسبب عدم رضا البلدين على التحركات الجزائرية بخصوص ملف أزمتيهما السياسية، في الوقت الذي أعلنا فيه، يوم السبت الماضي، بشكل رسمي، إلى جانب بوركينا فاسو وتشاد، الانخراط في مبادرة الملك محمد السادس، من أجل ضمان وصول دول منطقة الساحل إلى المحيط الأطلسي.

وكان تبون قد عين عطاف مكان رمطان العمامرة، في منصب وزير الخارجية في مارس الماضي، وكان هذا الأخير هو الذي تولى إعلان قرار بلاده قطع العلاقات مع المغرب في غشت من سنة 2021، وهو القرار الذي بقي قصر المرادية مصرا عليه، وينضاف له قراران آخران بوقف تزويد المغرب بالغاز الطبيعي وإغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات المغربية.

وفي الوقت الذي بدأ يتراجع فيه تدريجيا تطرق قائد الجيش، السعيد شنقريحة، إلى هذا الموضوع وإلى تطورات الوضع في الصحراء، على المستوى الإعلامي، كان تبون يجدد دائما التأكيد على استمرار بلاده في القطيعة مع الرباط، لدرجة نفي أي إمكانية للوساطة من طرف دول عربية، وهو ما يجعل تصريحات عطاف الأخيرة تحولا مثيرا للانتباه.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...