وزير الخارجية الجزائري "يشتكي" عدم رد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة على مُكَالماته الهاتفية

 وزير الخارجية الجزائري "يشتكي" عدم رد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة على مُكَالماته الهاتفية
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 28 دجنبر 2023 - 13:40

عاد وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى قضية زلزال الحوز الذي ضرب 6 عمالات وأقاليم بالمغرب، مستحضرا عدم تجاوب المملكة مع عرض المساعدة الجزائري، لدرجة أن نظيره المغربي ناصر بوريطة لم يرد على مكالمته الهاتفية ولم يتجاوب معه إلى الآن، وهو ما فسره على أنه "عدم قبول بسياسة اليد الممدودة الجزائرية".

وخلال مروره عبر برنامج "ذوو الشأن"، الذي تبثه منصة "أثير" الرقمية التابعة لشبكة "الجزيرة"، مع الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة، تجاهل الوزير الجزائري رفض بلاده دخول طائرتين من طراز "كنادير" أمر الملك بتعبئتهما، في غشت من سنة 2021، لمساعدة السلطات الجزائرية في إخماد الحرائق التي اندلعت بشمال البلاد، ليخلص إلى أن الرباط هي التي ترفض سياسة اليد الممدودة.

وقال الوزير الجزائري في الحوار الذي نُشر كاملا يوم أمس الأربعاء، أنه "بعد المأساة التي أصابت الإخوة في المغرب جراء الزلزال، كنا من الأوائل الذين بدروا للمساعدة، وللأسف لم تقبل السلطات المغربية بهذه اليد الممدودة من طرف الجزائر"، وتابع قائلا "أنا كلفت أن أهاتف زميلي في المغرب، ناصر بوريطة، لأقدم له التعازي باسم الجزائر، وأخبره أننا موجودون للمساعدة، لكنه لم يرد على المكالمة".

وأورد عطاف، في معطيات قال إنه يكشف عنها علنا للمرة الأولى، أن المكالمة "كانت للمواساة وعرض المساعدات وإبداء الاستعداد لعَمل أكثر من الأربع طائرات التي كانت موجودة في (مطار) بوفاريك، والتي كانت متأهبة للذهاب إلى المغرب في حال الحصول على الموافقة"، مضيفا "إلى يومنا هذا لم يتم الرد على مكالمتي".

وحاول وزير الخارجية الجزائري تصوير الأمر وكأن المغرب رفض عرض المساعدة الجزائري تحديدا، في حين أن بلاده لم تكن استثناءً، لأن السلطات المغربية حينها لم تقبل المساعدة الميدانية إلا من 4 دول، هي إسبانيا والمملكة المتحدة وقطر والإمارات العربية المتحدة، في حين لم تتجاوب مع عروض دول أخرى، بما في ذلك فرنسا التي أغضب هذا الموقف طبقتها السياسية والعديد من مؤسساتها الإعلامية.

وفي إطار تنظيم جهود الإغاثة داخل نطاق الزلزال، الذي ضرب تجمعات سكنية نائية ومتباعدة، وقطع عنها المسالك الطرقية، لم تستقبل الرباط الدعم الميداني حتى من طرف بعض الدول التي تربطها بها علاقات صداقة تاريخية، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والكويت وألمانيا، وكذا الدول الإفريقية.

وليُبرِز المغرب وكأنه الطرف الذي يرفض التجاوب مع المبادرات الجزائرية، تجاهل عطاف الحديث عن حرائق صيف 2021، حين رفضت بلاده المساعدات المغربية، رغم أنها كانت حينها في أمس الحاجة إليها بسبب استمرارها لأيام وإزهاقها للأرواح، وعدم توفر الجزائر على طائرات مخصصة لعمليات الإطفاء، والتي اضطرت إلى استئجارها من دول أوروبية في خضم الفاجعة.

وكان الملك محمد السادس، وفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، صدر حينها، قد أعطى تعليماته بتعبئة طائرتين من طراز "كنادير"، للمشاركة في عمليات الإطفاء، بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية، لكن في مقابل ذلك وجهت الجزائر للرباط اتهامات تزعم تورطه في تلك الحرائق، عن طريق دعم حركتي "رشاد" المعارضة و"الماك" القبائلية المطالبة بالانفصال.

وتعد سياسة اليد الممدودة، هي السياسة المتبعة من طرف الملك محمد السادس تجاه الجزائر، وقد عبر عنها في العديد من الخطب الملكية، آخرها خطاب الذكرى الـ24 لجلوسه على العرش، بتاريخ 29 يوليوز 2023، حين قال "إن عملنا على خدمة شعبنا، لا يقتصر فقط على القضايا الداخلية، وإنما نحرص أيضا على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار"، وتابع "خلال الأشهر الأخيرة، يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر، وهي علاقات مستقرة، نتطلع لأن تكون أفضل".

وفي هذا الصدد، قال العاهل المغربي "نؤكد مرة أخرى، لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء، وكذا الأهمية البالغة، التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا، مضيفا "ونسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقين".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...