عملاق الصلب في ألمانيا يحث حكومة برلين على جلب الهيدروجين الأخضر من المغرب تلبية للاحتياجات الهائلة في المجال الصناعي

 عملاق الصلب في ألمانيا يحث حكومة برلين على جلب الهيدروجين الأخضر من المغرب تلبية للاحتياجات الهائلة في المجال الصناعي
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 6 يناير 2024 - 15:17

دعا ميغيل لوبيز، الرئيس المدير العام للمجموعة الصناعية الألمانية العملاقة "تيسين غروب"، أحد أكبر المتحكمين في صناعة الصلب عبر العالم، إلى جلب الهيدروجين الأخضر من المغرب وعدم الاكتفاء بالواردات القادمة من دول أوروبا، بالنظر إلى الصعوبات المتوقعة في تغطية الحاجيات الصناعية من هذه المادة، في إطار رغبة المجموعة في تحقيق الانتقال الطاقي.

وحث لوبيز، الذي يدير مجموعة ألمانية متعددة الجنسيات تنتمي إليها 670 شركة عبر العالم، في مقابلة مع صحيفة Westdeutsche Allgemeine Zeitung الألمانية المعروفة اختصارا بـ WAZ، حكومة بلاده إلى توفير إمدادات إضافية من الهيدروجين الأخضر من جنوب أوروبا ومن المغرب، وذلك للاستجابة إلى الطلب المتزايد على هذه المادة في المجال الصناعي.

وقال المسؤول الألماني "نحن بحاجة إلى خطوط أنابيب من الغرب، وأيضا من جنوب أوروبا، وإلا سيكون من الصعب تلبية الاحتياجات الهائلة من الهيدروجين في ألمانيا"، مبرزا أن إنتاج "الفولاذ الأخضر"، الذي يعتمد تصنيعه على الطاقة النظيفة، يتطلب كميات كبيرة من الهيدروجين، علما أن المجموعة شرعت بالفعل في عمليات التحول عبر موقعها في دويسبورغ.

وتحدث لوبيز عن أن انتقال المجموعة من استخدام الغاز الطبيعي إلى الهيدروجين الأخضر، يحتاج إلى إمدادات إضافية، مشيرا إلى البرتغال وفرنسا اللتان تشاركان في المشروع المتوسطي H2MED، لكنه طرح أيضا النموذج المغربي، على اعتبار أن المملكة واحدة من بين أفضل 6 دول ذات الإمكانيات العالية في هذا المجال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويأتي مقترح لوبيز متناسقا مع ما كشفت عنه تقارير إسبانية شهر دجنبر الماضي، حول وجود رغبة أوروبية في ضم المغرب إلى المشروع المتوسطي H2MED، حيث تدرس شركة "إيناغاز" المكلفة بتوزيع الغاز في إسبانيا الاعتماد على صادرات المغرب من الهيدروجين الأخضر عبر هذا الخط، المنتظر تمديده إلى المملكة بحلول سنة 2040.

وقال موقع  El Periódico de la Energía المتخصص في المجال الطاقي، في 22 دجنبر 2023، إن الاتحاد الأوروبي يخطط لتوسيع المشروع المذكور، وهو ممر للهيدروجين على المستوى حوض البحر الأبيض المتوسط، ليشمل المغرب في غضون 16 سنة المقبلة، وفق ما ورد في التقرير الأخير الصادر عن التحالف الأوروبي من أجل الهيدروجين النظيف.

وأورد التقرير الذي يحمل عنوان "واردات الهيدروجين إلى سوق الاتحاد الأوروبي"، أن المغرب موجود في القائمة التي سيشملها المشروع، وهو ما يأتي في ظل اعتماد استثمارات بقيمة 16,4 مليار دولار، تهدف لجعل الرباط موردا رئيسيا للهيدروجين الأخضر، كما أن المملكة تعتزم توفير 5 في المائة من إجمالي طلب أوروبا، وتهدف إلى توليد 160 تيراواط في الساعة من الطاقة النظيفة سنة 2050.

وأورد المصدر ذاته أن الاستفادة من الإمكانيات المغربية لإنتاج الهيدروجين الأخضر مشروطة بإنشاء بنية تحتية تربط شبه الجزيرة الإيبيرية وباقي أوروبا بالمملكة، مبرزا أن إسبانيا قررت التواصل مع إيطاليا والمغرب لتصدير الهيدروجين الأخضر، لكنها لن تفعل الشيء نفسه مع الجزائر، وفي هذا السياق قامت بوضع خطط مستقبلية مع H2Med وشركة "إيناغاز" وشركاء آخرين.

ويشمل المخطط ضمان الربط الفعلي مع المغرب لنقل الهيدروجين الأخضر عبر محطة في مدينة طريفة في أقصى جنوب إقليم الأندلس، وبالإضافة إلى ذلك دخلت شركة "سيبسا" الطاقية على الخط، حيث أعلنت أنها مستعدة للاستثمار في المشروع عبر العمل على استيراد الهيدروجين ونقله إلى مصفاة "سان روكي".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...