رئيسة قسم شمال إفريقيا في الخارجية الفرنسية تجتمع بسفير بلادها في الرباط لجس النبض حول زيارة الوزير الجديد "المُعادي" للمملكة

 رئيسة قسم شمال إفريقيا في الخارجية الفرنسية تجتمع بسفير بلادها في الرباط لجس النبض حول زيارة الوزير الجديد "المُعادي" للمملكة
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 22:02

حلت يوم أمس الاثنين، آن غريلو، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الفرنسية، بالمغرب، حيث اجتمعت مع سفراء بلادها المُعتمدين لدى دول المنطقة المغاربية، وفق ما كشفت عنه لـ"الصحيفة" مصادر دبلوماسية، والتي تحدثت أيضا عن اجتماع خاص جرى بين المسؤولة الفرنسية وسفير باريس بالرباط، كريستوف لوكورتيي.

ووفق المعطيات المُتوفرة فإن غريلو سافرت إلى الرباط مبعوثةً من طرف وزير الخارجية الفرنسي الجديد، ستيفان سيجورني، صاعب العلاقات السيئة جدا مع المغرب، والذي كلفها بلقاء لوكورتيي، الذي كان أحد الفاعلين الرئيسيين في تقريب وجهات النظر بين الرباط وباريس، بعد الأزمة الطويلة التي كان سيجورني نفسه أهم أسبابها.

وأوضت مصادر "الصحيفة" أنه إلى جانب اللقاء الأول الذي تعقده الخارجية الفرنسية تحت قيادة الوزير الجديد بين سفرائها في المنطقة المغاربية، فإن مهمة غريلو تمثلت أيضا في التنسيق مع لوكورتيي لترتيب الزيارات المقبلة المتوقعة لمسؤولين فرنسيين إلى المملكة، وأهمها رحلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الراغب في اللقاء بالملك محمد السادس.

لكن المشكلة الأكبر بالنسبة لباريس حاليا، هي موافقة الرباط على استقبال سيجورني تمهيدا لزيارة ماكرون، فوزير الخارجية الفرنسي، يعد أحد "أعداء" المملكة في الآونة الأخيرة، بالنسبة للمغرب، بسبب وقوفه وراء الحملات الموجهة ضد سلطاته داخل البرلمان الأوروبي، حين كان نائبا في هذه المؤسسة، قبل تعيينه في منصبه الحكومي بتاريخ 11 يناير 2024.

وكانت فرنسا قد حاولت ترتيب زيارة لماكرون إلى المغرب، بالطريقة نفسها، في فبراير من سنة 2023، حين بعث ماكرون وزيرة الخارجية السابقة كاثرين كولونا، للقاء نظيرها المغربي ناصر بوريطة، لكنها وُوجهت بغضب علني من الرباط، حتى بعد أن اتخذتها محطة لإعلان تراجع باريس عن قرار تقليص اتأشيرات المسلمة للمواطنين المغاربة بنسبة 50 في المائة.

ورغبة ماكرون في زيارة المغرب ليست خافية، فكولونا صرحت، في شتنبر الماضي، أن هذه الزيارة "لا بد من القيام بها دون شك"، مبرزة أنها ستتم  بمجرد أن يتم إيجاد موعد لها حتى يتسنى للبلدين أن يكونا في حجم تطلعاتهما معا في سياق دولي متحرك، والذي يتطلب الشراكة بينهما، وفق تعبيرها، زاعمة أن الرئيس الفرنسي تلقى دعوة من طرف العاهل المغربي للقيام بهذه الزيارة.

هذا التصريح كان قد صدر بخصوصه رد حكومي رسمي مغربي، نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، جاء فيه أن زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للمغرب "ليست مُدرجة في جدول الأعمال ولا مُبرمجة"، وعبر المصدر عن "استغرابه" لكون كولونا اتخذت "هذه المبادرة أحادية الجانب ومنحت لنفسها حرية إصدار إعلان غير مُتشاور بشأنه بخصوص استحقاق ثنائي هام".

وعاد خبر استعداد ماكرون لزيارة المغرب مؤخرا، لكن بكثير من الحذر، حيث قال موقع "إفريقيا إنتلجنس" إن الرئاسة الفرنسية تجري تحضيرات لأجل إتمامها، وذلك في ظل "التحسن النسبي" في العلاقات بين الرباط وباريس، بهدف "فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، وإعطاء دفعة إيجابية في العلاقات بين البلدين".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...