في خطوة قد تزيد من تأزيم العلاقات مع الرباط.. جنوب إفريقيا تدعو دي ميستورا لمناقشة قضية الصحراء المغربية في بريتوريا

 في خطوة قد تزيد من تأزيم العلاقات مع الرباط.. جنوب إفريقيا تدعو دي ميستورا لمناقشة قضية الصحراء المغربية في بريتوريا
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الخميس 1 فبراير 2024 - 23:25

حلّ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، أمس الأربعاء، بعاصمة جنوب إفريقيا، بريتوريا، من أجل مناقشة قضية الصحراء، استجابة لدعوة من حكومة هذا البلد، وفق ما أكده المتحدث بإسم الأمين العام الأممي.

وقالت تقارير إعلامية دولية، إن دي ميستورا التقى بمسؤولي حكومة جنوب إفريقيا، وعلى رأسهم وزيرة الخارجية، حيث دار النقاش حول قضية الصحراء، مشيرة إلى أن جنوب إفريقيا أكدت على دعمها لمجهودات دي ميستورا لإيجاد حل سياسي متوافق عليه بين الأطراف المعنية، لكن لم يتم الإشارة إلى ما جرى بخصوص النقاشات الثنائية بين دي ميستورا وأصحاب القرار في بريتوريا.

ويُتوقع أن تزيد هذه الخطوة من جنوب إفريقيا في تأزيم العلاقات مع المملكة المغربية، خاصة أن بريتوريا سبق أن أعلنت أكثر من مرة عن دعمها لأطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة البوليساريو الانفصالية، وهي من البلدان القليلة التي لازالت تقف إلى جانب الجزائر في دعم البوليساريو.

وبالرغم من وجود العديد من العلاقات السياسية والاقتصادية بين المغرب وجنوب إفريقيا، وهي علاقات شهدت تطورات إيجابية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد انتهاء القطيعة في 2016، إلا أن الخلاف بين البلدين في قضية الصحراء، يبقى أهم المعيقات نحو الوصول إلى علاقات متكاملة.

ولا تُعتبر جنوب إفريقيا بأي شكل من الأشكال طرفا في نزاع الصحراء، إلا أنها تُصر على تنبي مواقف مساندة لجبهة البوليساريو والاصطفاف إلى جانب الجزائر، بدعوى أن تاريخ البلد تأسس على الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، بالرغم من أن قضية الصحراء المغربية تختلف تاريخيا وجغرافيا عن باقي قضايا تصفية الاستعمار التي عرفتها إفريقيا في العقود الماضية.

وتؤكد العديد من الوثائق والمصادر التاريخية، أن الصحراء المغربية كانت دائما جزءا من المغرب، وكانت دائما تتبع لجمل الدول والأنظمة السياسية التي حكمت المغرب، وبالتالي ضم المغرب للصحراء بعد رحيل الاستعمار الإسباني، هو استرجاع لأرض كانت تتبع تاريخيا وجغرافيا للمغرب طيلة القرون الماضية.

ولا يستبعد الكثير من المحللين، أن تكون تحركات جنوب إفريقيا في هذا الملف، هي بإيعاز من الجزائر، خاصة أن العلاقات بين البلدين تُركز دائما على وحدة الصوت في ملف الصحراء المغربية، حيث يقفان إلى جانب أطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة البوليساريو الانفصالية.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...