هل تكون استجابة دي ميستورا لدعوة جنوب إفريقيا بداية فشل مساعيه لحل قضية الصحراء المغربية؟

 هل تكون استجابة دي ميستورا لدعوة جنوب إفريقيا بداية فشل مساعيه لحل قضية الصحراء المغربية؟
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 9:00

تناقلت العديد من الصحف الدولية على نطاق واسع التصريحات التي أدلى بها الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، تعليقا على زيارة المبعوث الأممي للصحراء، ستافان دي ميستورا إلى جنوب إفريقيا لمناقشة قضية الصحراء، خاصة التصريحات القوية التي ركّز فيها هلال على رفض الرباط لهذه الزيارة، لكون أن جنوب إفريقيا ليست طرفا في الصراع، وموقفها غير محايد حيث تدعم جبهة البوليساريو الانفصالية.

ووفق عدد من التحليلات لتصريحات هلال، فإن رد الفعل المغربي لا يخدم مصالح دي ميستورا ومهمته المحددة في البحث عن حل سلمي لهذه القضية، حيث أشارت إلى أن المبعوث الأممي كان من المفروض عليه أن يتجنب القيام بهذه الخطوة تفاديا لأي فشل لمساعيه، أو استغلال لتلك المساعي من أطراف أخرى لأجندتها الخاصة.

وما يزيد من تعميق "خطأ" دي ميستورا، وفق نفس التحليلات، هو أن المغرب، حسب ما جاء في تصريح لعمر هلال خلال حواره مع وكالة الأنباء المغربية الرسمي "ماب"، أعرب عن اعتراضه القاطع على هذه الزيارة، وكذا "رفضنا لأي تفاعل مع بريتوريا بشأن قضية الصحراء المغربية،" بسبب مواقف جنوب إفريقيا التي تعترف بالكيان الوهمي ويدعم “البوليساريو” سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا وعسكريا.

كما أن المغرب، وفق عمر هلال، قام "بتذكير المبعوث الشخصي بأسس مهمته، المتمثلة في رسالة تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تنص على أنه سيتعين عليه العمل حصرا مع الأطراف الأربعة المعنية بالعملية السياسية، وفي إطار قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2007، ومن بينها القرار 2703 بتاريخ 30 أكتوبر الماضي. هذه القرارات لا تشير البتة إلى جنوب إفريقيا، فبالأحرى أي دور أو مساهمة مزعومة لهذا البلد في العملية السياسية".

وأشارت بعض التحليلات، أن ما قام به ستافان دي ميستورا قد يُعد بمثابة تحد للمملكة المغربية من طرف المبعوث الأممي، ولاسيما أن تصريح عمر هلال حمل في طياته بعض الإشارات في هذا السياق عندما قال، "آمل ألا يتعلق الأمر بتحد للمغرب من طرف السيد دي ميستورا، بل بمجرد سوء تقدير بسيط للموقف الحقيقي لجنوب إفريقيا."

ويعتقد كثيرون أن خطوة دي ميستورا، كيفما كانت النوايا والخلفيات التي تقف وراءها، فإنها لا تخدم مصلحة المجهودات التي يقوم بها المبعوث الأممي للصحراء المغربية، وأن رد الفعل المغربي هو ناقوس يجب أن يأخذه على محمل الجد، لأن رفض أي طرف لإحدى خطوات المبعوث الأممي تُعتبر بمثابة أولى إرهاصات فشل مجهوداته لإيجاد حلي سلمي للقضية.

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قد أكد أمس الثلاثاء بالرباط، أن جنوب إفريقيا كانت وستظل "فاعلا هامشيا" في قضية الصحراء المغربية.

وفي رد على سؤال بخصوص زيارة المبعوث الأممي إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، إلى جنوب إفريقيا بحر الأسبوع المنقضي، خلال ندوة صحافية أعقبت أشغال الشق الوزاري للمؤتمر رفيع المستوى حول البلدان متوسطة الدخل، إن "جنوب إفريقيا كانت وستظل فاعلا هامشيا في قضية الصحراء المغربية، وصوت نشاز لا تأثير ولا وزن له في هذا الملف"، مؤكدا أن الدينامية الراهنة لهذا الملف تعيش على وقع تصاعد سحب الاعترافات بالكيان الوهمي، وكذا تزايد الاعتراف بمغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي من طرف قوى مهمة وذات مصداقية على المستوى الدولي. مضيفا " حتى لو هب دي ميستورا إلى المريخ" فلن يغير ذلك في مغربية الصحراء".

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...