بعدما حَرمها المغرب من إطلالة على المحيط الأطلسي طيلة 50 عاما.. الجزائر تتفاوض مع موريتانيا لصيد السمك في سواحلها

 بعدما حَرمها المغرب من إطلالة على المحيط الأطلسي طيلة 50 عاما.. الجزائر تتفاوض مع موريتانيا لصيد السمك في سواحلها
الصحيفة من الرباط
الخميس 8 فبراير 2024 - 12:11

أعلنت الحكومة الجزائرية دخولها في مفاوضات مع موريتانيا من أجل الحصول على منفذ للمحيط الأطلسي، يمكنها من الصيد في أعالي البحار، وهو الأمر الذي يأتي بعد ما يزيد عن نصف قرن من محاولاتها الحصول على هذا المنفذ الاستراتيجي عبر الأقاليم الصحراوية المغربية، من خلال دعم وتمويل جبهة "البوليساريو" الانفصالية.

وأعلن وزير الصيد البحري الجزائري، أحمد بداني، أن بلاده تجري حاليا مفاوضات مع موريتانيا من أجل الحصول على حصص للصيد في أعالي البحار داخل سواحلها الأطلسية، وذلك خلال ندوة صحفية خُصصت للحديث عن الدورة التاسعة للصالون الدولي للصيد البحري الذي تحتضنه مدينة وهران خلال الفترة ما بين 8 و11 فبراير الجاري.

ونقلت وسائل إعلام جزائرية وموريتانية إن الوزير قوله إن الأمر يتعلق بمفاوضات ستتم بالتشاور مع مستثمرين جزائريين، بالنظر إلى وجود مستحقات مالية يتوجب على هؤلاء دفعها، مبرزا أن مناطق الصيد في موريتانيا تتفاضل من حيث توفر الأسماك المصطادة، وأضاف أن كل ذلك سيكون محل تفاوض بين الجانبين.

وأوضح بداني أن الصالون الدولي للصيد البحري سيكون فرصة لبحث سبل التعاون والشراكة في هذا الميدان مع الدول الشقيقة والصديقة، بما في ذلك موريتانيا حيث سيقوم وفد هام من الوزارة بالتفاوض مع مسؤوليها لبحث سبل الصيد في المنطقة الأطلسية التابعة لها، بما يشمل 33 سفينة لصيد التونة، و109 سفن لأنواع أخرى من الصيد.

وتسعى الجزائر منذ ما يقارب خمسة عقود، إلى الحصول على منفذ قار إلى المحيط الأطلسي، وهو الدافع الرئيس لدعمها لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، التي تتمركز قياداتها داخل أراضيها، وتحظى بالتمويل والتسليح والدعم السياسي من سلطاتها، غير أنها لم تتمكن طيلة هذه المدة من الحصول على أي منفذ من خلال سواحل الصحراء المغربية.

وتتزامن المفاوضات الجزائرية الموريتانية مع شروع إعلان دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، الانضمام للمبادرة الدولية التي أعلنها الملك محمد السادس، يوم 6 نونبر 2023، بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، والهادفة إلى تمكين دول الساحل من الحصول على منفذ على المحيط الأطلسي، علما أن جميع تلك الدول لا تملك واجهة بحرية.

والمغرب، الذي ظل إلى غاية انتهاء الاتفاقية التي تربطه بالاتحاد الأوروبي العام الماضي، يستقبل سفن الصيد البحري الأوروبية في سواحل الصحراء، يعمل حاليا على تشييد أحد أهم الموانئ الإفريقية على الواجهة الأطلسية، ويتعلق الأمر بميناء الداخلة، المرشح الرئيس لأن يكون منفذا لوجستيا لدول الساحل على المحيط.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...