في ظل أزمة بين البلدين.. وزير الخارجية الإسباني ينتقل من الإمارات إلى الجزائر بعد تلقيه دعوة من عطاف

 في ظل أزمة بين البلدين.. وزير الخارجية الإسباني ينتقل من الإمارات إلى الجزائر بعد تلقيه دعوة من عطاف
الصحيفة من الرباط
الخميس 8 فبراير 2024 - 22:34

أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أن الوزير خوسي مانويل ألباريس سيقوم بزيارة إلى الجزائر بداية الأسبوع المقبل، وذلك تلبية لدعوة من نظيره الجزائري أحمد عطاف، وهي الرحلة التي سيقوم بها زعيم الدبلوماسية الإسبانية مباشرة بعد عودته من الإمارات العربية المتحدة.

وقال بلاغ مقتضب لوزارة خارجية مدريد، أن ألباريس سيزور الجزائر يوم 12 يناير 2024، بعد تلقيه دعوة من نظيره عطاف، وهو الإعلان الذي تزامن مع زيارة قام بها الوزير الإسباني إلى أبو ظبي، والتي تأتي في ظل توتر العلاقات الإماراتية الجزائرية.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية في الإمارات "وام"، إن وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد آل نهيان ونظيره الإسباني، بحثا التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها المختلفة لاسيما على الصعيد الإنساني، وناقشا جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة وتكثف عمليات تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.

لكن اللافت أيضا هو حضور الشق الاقتصادي في هذه الزيارة، حيث قالت الوكالة الإماراتية إن الطرفين بحثا علاقات الصداقة ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك لاسيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، وأكد الوزير الإماراتي أن بلاده "حريصة على تعزيز تعاونها مع مملكة إسبانيا الصديقة وذلك بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما".

وكانت العلاقات الجزائرية مع كل من إسبانيا والإمارات، قد تدهورت بسبب ملف الصحراء بالدرجة الأولى، إذ قرر قصر المرادية، في 2022 قطع العلاقات مع مدريد بسبب إعلانها دعم الحكم الذاتي المغربي، كما أن المساندة الصريحة لأبو ظبي لمغربية الصحراء، من أسباب الأزمة الدبلوماسية الراهنة مع الإمارات.

وظلت الجزائر تراهن على خلق ضغط اقتصادي على مدريد، ثم على رحيل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن رئاسة الحكومة، في الانتخابات العامة السابقة لأوانها التي جرت في يوليوز الماضي، لكنها فشلت في الرهانين، ما اضطرها إلى إعلان عودة العلاقات مع مدريد من طرف واحد، وتعيين سفير جديد هناك.

والمثير في الأمر، هو أن ألباريس الذي دعاه عطاف لزيارة الجزائر، يُتهم من طرف وسائل الإعلام الجزائرية، بأنه العقل المدبر لإعلان مدريد دعم الحكم في الصحراء تحت السيادة المغربية، وهو الأمر الذي ظهر جليا حين زار الرباط شهر دجنبر الماضي، وأعاد التأكيد على الموقف الإسباني أمام نظيره المغربي ناصر بوريطة.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...