بعد إعلان انخراط بلاده في مبادرة الملك محمد السادس لدول الساحل.. رئيس وزراء النيجر يقود وفدا رفيع المستوى يضم وزيري الخارجية والدفاع في زيارة رسمية إلى المغرب

 بعد إعلان انخراط بلاده في مبادرة الملك محمد السادس لدول الساحل.. رئيس وزراء النيجر يقود وفدا رفيع المستوى يضم وزيري الخارجية والدفاع في زيارة رسمية إلى المغرب
الصحيفة من الرباط
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 9:00

أبانت النيجر عن رغبة مُلحة في بناء علاقات أقوى مع المغرب على مختلف الأصعدة، بعدما أعلنت في وقت سابق انخراطها في مبادرة الملك محمد السادس لتمكين دول منطقة الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي، حيث بعثت وفدا حكوميا رفيع المستوى إلى الرباط، يقوده رئيس الوزراء علي مهمان لامين زين، في زيارة ستستمر ليومين.

ووفق ما أعلنته حكومة نيامي، فإن رئيس الوزراء، الذي يحمل أيضا صفة وزير الاقتصاد والمالية، سيقوم بزيارة عمل إلى المغرب تمتد لـ48 ساعة، غير أن قائمة مرافقيه تُبرز ثقل الزيارة على المستويين الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري، حيث أورد البلاغ الرسمي أن الأمر يشمل وزير الدولة المكلف بالدفاع الوطني، ساليفو مودي، ووزير الخارجية، بكاري ياو سانغاري.

وأورد البلاغ نفسه أن الوفد رفيع المستوى، مكون أيضا من مسؤولين لدى رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع، علما أن الأمر يتعلق بأول زيارة لأعضاء الحكومة النيجيرية إلى المغرب منذ إعلان وزير خارجيتها، من مدينة مراكش، في 23 دجنبر 2023، انضمامها إلى  المبادرة الدولية، التي أطلقها الملك محمد السادس لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.

هذه الرحلة الخارجية هي الأولى من نوعها أيضا لأعضاء حكومة النيجير منذ إعلانها، في 28 يناير 2024، الانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "سيدياو" بأثر فوري، رفقة جارتيها مالي وبوركينا فاسو، وهما أيضا، إلى جانب تشاد، البلدان الأربعة التي أعلنت انضمامها إلى المبادرة المغربية التي ستتيح لها، لأول مرة، منفذا بحريا قارا.

ومن المنتظر أن تشهد هذه الزيارة إعلانا أكثر وضوحا عن موقف نيامي بخصوص مغربية الصحراء، خصوصا وأنها تأتي في ظل العلاقات المتأزمة بينها وبين الجزائر، الداعم الرئيسي للطرح الانفصالي لجبهة "البوليساريو"، إذ من المنتظر أن يتم تنزيل المبادرة المغربية التي انخرطت فيها النيجر عبر ميناء الداخلة الأطلسي الجديد.

ويُتوقع أيضا أن يُمثل هذا التحرك رفيع المستوى، كشفًا واضحا لنوايا النيجر بخصوص الخط الذي ستُراهن عليه مستقبلا لضمان إمدادات الغاز الطبيعي، حيث إن الجزائر تعول عليها بشكل كبير في مشروعها المشترك مع نيجيريا، الذي لا يمكن إتمامه دون المرور عبر أراضيها، لكن نيامي وجهت بوصلتها نحو الرباط التي تشارك أبوجا في مشروع أكبر.

وكانت الجزائر قد راسلت الجنرال عبد الرحمن تياني، رئيس السلطة الانتقالية في النيجر، بخصوص خط الغاز الذي دخل مرحلة جمود منذ الانقلاب الذي أطاح بالرئيس السابق محمد بازوم، في يوليوز من سنة 2023، مطالبة بمعرفة مصيره، لكن الأمور أصبحت أكثر صعوبة منذ تكذيب نيامي خبر قبولها بعرض الوساطة الذي قدمه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في أكتوبر من العام الماضي.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...