الطريق الى الأطلسي مبادرة مغربية إفريقية للاندماج الاقتصادي 

 الطريق الى الأطلسي مبادرة مغربية إفريقية للاندماج الاقتصادي 
الداود أبا 
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 19:33

مبادرة الطريق نحو الاطلسي لدول الساحل بالشراكة مع المغرب بدأت تظهر كمشروع اندماج جهوي جديد يعطي أفق نمو اقتصادي جديد بالمنطقة فمع إجراء رئيس الوزراء النيجري علي محمد لمين زيني لزيارة للمغرب أصبح واضحا أن حقبة جديدة من العلاقات الافريقية قد إنطلقت بالفعل فالمغرب الرائد الافريقي الجديد يمهد لما يسمى اندماجا إفريقيا جديدا يظم دول الساحل الموقعة على مخرجات مؤتمر مراكش 23 ديسمبر 2023 فالمبادرة التي تكتسي أهمية بالغة ليس فقط لمجرد كونها مبادرة تجارية بل لأنها دشنت عمليا ملامح تصور تكامل إقتصادي جديد بمنطقة شمال غرب إفريقيا.

و بالنظر الى الاثار التي خلفها الاعلان عن مبادرة الاطلسي على العلاقة بين بلدان الساحل الافريقي من مدى وجود رغبة في التماسك و تخطي الواقع المغلق لهذه البلدان لذلك يمكن إدراج التحولات التي طرأت عل العلاقات بين المغرب و بلدان الساحل من خروج هذه الاخيرة من تحالف دول الاكواس الى مشروع محادثات إستكشافية و تبادل زيارات رفيعة المستوى مسار جديد في إطار التأسيس للوضع جديد في العلاقات بين دول الساحل و المغرب .

فبلدان الساحل الافريقي النيجر و مالي و بوركينافاسو و تشاد وضعوا في مؤتمر مراكش خريطة طريق للحقبة الجديدة في العلاقات التي ترتكز على عدة مسارات تتمثل في تهيئ بلدان الساحل بالمنشئات الطرقية و شبكة الاتصالات و البنية التحتية و الطرقية في سبيل فك العزلة عن هذه البلدان و فتح ابواب الاطلسي لذلك من خلال تعزيز الاستثمارات و التعاون في القضايا الاقليمية المهمة بالنسبة لبلدان الساحل الافريقي  زائد المغرب و هي المقاربة التي يعتمد عليها المغرب كأساس لفتح الباب لاندماج إقليمي يضم بلدان الساحل الافريقي و المغرب عل أساس مبدأ الديبلوماسية المغربية رابح رابح .

و بالتالي يبرز لنا أن حقيقة العلاقات الاقتصادية و التجارية التي لم تنقطع بين دول الساحل و المغرب خلال فترة عدم تواجد المغرب بالاتحاد الافريقي تفسر على نحو كبير كيف أن مجالات الاقتصاد و التعاون الدولي تأخذ الحيز الاكبر في الدبلوماسية المغربية .

و لذلك فالاسباب التي دفعت المغرب و دول الساحل الافريقي الى تجاوز التباعد الاقليمي و الخوض في تجربة إندماج إقليمي جديد على المستوى الافريقي   متعددة تنقسم الى ماهو  منفعي ذاتي يتعلق بحاجت هذه البلدان الى التركيز على ماهو إقتصادي و تجاري و تعاون اقليمي في مجالات التنمية و السبب الأخر ينبني على إنشاء قاعدة إقليمية مرتبطة السياسية  الجديدة التي عرفتها بلدان الساحل الافريقي من خلال ضبط علاقاتها الثنائية و التحول من سياسة القطيعة الى الاندماج و التكامل و التعاون, و الخيط لناظم لهذه الاسباب و العوامل هو أنها تشكلت نتيجة الحاجة لدافع جديد يحرك السبات الافريقي و يقطع على رغبات الانصياع للفاعلين الافارقة التقليدين من خلال منطق الواقعية السياسية و الاقتصادية معا.

 ولأن منطق الاندماج ينبني على واقع جيوسياسي جديد فرضه تدخل العديد من اللعبين الدولين من خارج إفريقيا خلق معه فرصة أمام قوى منافسة عديدة للضغط على هذه البلدان في حدود ما يتجاوز نفوذها و مكانتها الاقليمية و بالتالي خلقت هامشا قويا لتعزيز حضور هذه البلدان في المشهد الافريقي و العالمي و هو الطريق الذي دفع هذه البلدان الى التفكير في إيجابيات هذه المبادرة المغربية و الوصول الى نهج الانفتاح على تجارب جديدة مثلتها المبادرة المغربية الطريق نحو الاطلسي.

و بالنظر الى أن المغرب و مجموعة دول الساحل موريتانيا و مالي و تشاد و النيجر و بوركينافاسو فاعل افريقي جديد منفتح على التنمية فان واقعية العلاقات الدولية و العلاقات الجيوسياسية عملت كنقطة توازن و إندماج و تكامل بين هذه البلدان من خلال رصد قواعد جديدة في التعامل الافريقي و بالتالي فمن غير المعقول أن العقبات التي كانت تقف أما علاقات المغرب بعمقه الافريقي إنتهت تماما خصوصا مع دول اساحل التي عاشت معه مشكلة الصحراء و ذلك ما إستغله المغرب بالتركيز على القواسم المشتركة و المتعددة بين بلدان الساحل الافريقي و المغرب و الذي خلق بيئة مناسبة للعمل من خلال ملائمة االمصالح و خلق الفرص و إستغلالها.

و ختاما فإن الحكمة و التبصر و إستغلال الفرصة دفع القادة الافارقة الى التركيز على مصالح بلدانهم و إنتهاج سياسيات ثورية تخلق فرصا اكثر واقعية و براغماتية لبلدانهم.

-دكتور باحث بجامعة محمد الخامس كلية الحقوق أكدال الرباط مختبر القانون العام و العلوم السياسية

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...