بتنسيق أمني مع المغرب.. السلطات الفرنسية تطلق خطة غير مسبوقة لـ"تنظيف" مدينة مارسيليا من سيطرة تجار المخدرات والجريمة المنظمة

 بتنسيق أمني مع المغرب.. السلطات الفرنسية تطلق خطة غير مسبوقة لـ"تنظيف" مدينة مارسيليا من سيطرة تجار المخدرات والجريمة المنظمة
الصحيفة من الرباط
الخميس 21 مارس 2024 - 9:00

بداية هذا الأسبوع، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من مدينة مارسيليا عن إطلاق حملة غير مسبوقة لمكافحة عمليات الاتجار بالمخدرات في ثاني كبرى مدن البلاد، بعد أن تجول على مدى أكثر من ساعتين في حي كاستيلان شمالي المدينة التي أصبحت العديد من أحيائها ممنوعة على رجال الأمن دخولها بعد سيطرة عصابات المخدرات عليها بشكل مهول، وهو ما جعل الرئيس الفرنسي يزور المدينة ويطلق عملية أمنية قال إنها "أول عملية من سلسلة من عشر عمليات تنظيف الساحة ستستغرق عدة أسابيع".

ونشر الرئيس الفرنسي تغريدة على منصة إكس أكد من خلالها عن إطلاق عملية أمنية في مرسيليا ومدن فرنسية أخرى، مشيرا إلى "إنها عملية غير مسبوقة أطلقناها لوقف عمليات الاتجار بالمخدرات وضمان الانتظام الجمهوري وتنظيف الساحة".

وكشف مصدر مطلع على الملف أن العملية ستعبئ أربعة آلاف شرطي ودركي كل أسبوع في مرسيليا والبلدات المحيطة، وذلك لفترة ثلاثة أسابيع بعد أن أطلق قضاة، نداء مطالبين بتنفيذ "خطة مارشال" من أجل إنقاذ المدينة من براثن المخدرات.

ووفق معطيات امنية، فقد سُجّل 49 قتيلاً بالرصاص العام الماضي في المدينة الكبرى جنوب فرنسا، المعروفة بارتفاع نسبة الجريمة المرتبطة بتجارة المخدرات، وغالباً ما يكون الضحايا من الشباب أو المراهقين، الموجودين أسفل سلم التهريب أو البائعين الصغار، الذين يستهدفهم قتلة من العصابات المنافسة.

وتم نشر وحدات خاصة لمكافحة الجريمة مثل وحدة "CRS 8"، لكن ذلك لم يمنع وقوع وفيات جديدة بأسلحة رشاشة، وحذّر مدعي عام الجمهورية في مرسيليا نيكولا بيسون الثلاثاء، من أنه على الرغم من هدوء يلوح منذ مطلع العام بعد تنفيذ عدد كبير من التوقيفات، فإن العنف قد يستأنف.

وقال ماكرون: "الاتجار بالمخدرات آفة في تزايد والوضع صعب جداً سواء في مرسيليا أو في عدد متزايد من المدن". وخلال اليوم الأول من الحملة، تم اعتقال اعتقل 80 شخصاً، وضبط 140 ألف يورو، بحسب مصدر رسمي.

في هذا السياق، لجأت السلطات الفرنسية إلى المغرب طلبا للمساعدة في مطارة العديد من المطلوبين أمنيا من المنتمين لهذه العصابات التي روعت مدينة مارسيليا، حيث عملت الاستخبارات الفرنسية مع نظيرتها المغربية بشكل وثيق في التنسيق في ملفات مرتبطة بالجريمة العابرة للحدود، توجه ذلك، باعتقال المغرب لأحد أهم المطلوبين للأجهزة الفرنسية في تجارة المخدرات ويدعى فيليكس بانغي الملقب بـ"القط" وهو الزعيم المفترض لعصابة "كلان يودا".

اعتقال "القط" في المغرب من طرف أجهزة الاستخبارات المغربية بعد "حيّر" الأمن الفرنسي لشهور طويلة جعل الصحافة الفرنسية تصف العملية بأنها "أقوى ضربة للجريمة في مارسيليا"، ودفع وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان لتقديم الشكر إلى المغرب الذي ساعد بلاده على "توجيه ضربة كبيرة لمجال المخدرات"، موردا "أُهنئ ضباط الشرطة الذين يواصلون بلا كلل مكافحة تهريب المخدرات، لقد جرى توجيه ضربة كبيرة لهذا المجال بفضل تعاوننا مع السلطات المغربية التي أشكرها".

وقالت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، حينها، إن الأمر يتعلق "بأقوى ضربة للجريمة في مارسيليا بلا شك، منذ بداية حرب المخدرات الرهيبة التي ابتليت بها المدينة منذ أكثر من سنة"، مبرزة أن الأمر يتعلق باعتقال "فيليكس بانغي" الملقب بـ"القط"، وهو الزعيم المفترض لعصابة "كلان يودا".

ووفق المصدر نفسه، فإن المعني بالأمر، اعتقل من طرف السلطات المغربية بمدينة الدار البيضاء بتاريخ 8 مارس الجاري، وذلك بعد أشهر من فراره من فرنسا، وقد كان مبحوثا عنه دوليا بموجب الشارة الحمراء لمنظمة "الإنتربول"، أصدرتها السلطات الفرنسية.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...