مجلة "فوربس" تضع أخنوش ضمن قائمة أبرز أثرياء إفريقيا لسنة 2025 في غمرة اتهامه بالوقوع في "تضارب المصالح"
في غمرة "الشبهات" التي تطاردُه بخصوص سقوطه في تنازع المصالح عدة مرات منذ توليه مهامه كرئيس للحكومة في شتنبر 2021، ارتقى عزيز أخنوش مرتبة واحدة في التصنيف السنوي لأغنى رجال الأعمال في القارة الإفريقية، وفق أحدث تصنيف لمجلة "فوربس إفريقيا"، ليحتل الرتبة الـ 15 بثروة تقدر قيمها بـ 1,6 مليار دولار.
أخنوش، الذي تصدر الصورة المُركبة للملف الرئيس للعدد الـ 83 من المجلة المتخصصة في مجال المال والأعمال، الخاصة بشهري فبراير ومارس 2025، إلى جانب 8 من أبرز أثرياء القارة السمراء، وجد لنفسه مكانا من بين 21 مليارديرًا هم الأقوى في القارة السمراء، رغم أن ثروته تراجعت بحوالي 100 مليون دولار مقارنة بتصنيف "فوربس" الصادر قبل أشهر.
الفضل للمحروقات
حسب التصنيف الجديد، فإن أخنوش ارتقى من الرتبة الـ16 إلى الـ15 ضمن قائمة أغنى رجال الأعمال الأفارقة، بصافي ثروة قيمتها 1,6 ملي دولار، وقد ربط التقرير "تأثيره" بموقعه كرئيس للحكومة المغربية منذ 2021 وأيضا بترؤسه لمجموعة "أكوا" القابضة التي وضع في صدارة أنشطتها توزيع المحروقات.
وأبرزت المجلة أن الداعِم الأهم لثروة أخنوش هي شركة "أفريقيا" باعتبارها "الرائدة في سوق المحروقات المغربي"، مشيرة إلى أن أنشطتها تتجاوز حدود المغرب إلى بلدان إفريقية أخرى، مثل عمليات الاستحواذ التي قامت بها في غرب القارة، وخصوصا شراء محطات "توتال إنيرجيز" الفرنسية في موريتانيا.
وأشار التقرير إلى أن الأمر يتعلق بثروة عائلية، حي وجد لنفسه دورا في سوق المنتجات الفاخرة من خلال مجموعة "أكسال" المملوكة لزوجته سلوى الإدريسي، كما أن استثماراته موجودة في مجال الإعلام أيضا اعتباره المالك لمجلة Courrier de l'Atlas التي يُوزع كل عدد منها 50 ألف نسخة.
تضارب المصالح
هذا التصنيف يأتي في الوقت الذي عاد فيه النقاش حول تورط أخنوش في تضارب المصالح، من خلال ظَفر "أكوا" بصفقة إنشاء محطة تحلية المياه بالدار البيضاء، الأكبر من نوعها في القارة الإفريقية، وقبل ذلك إدانة شركة "أفريقيا" من طرف طرف مجلس المنافسة بارتكاب ممارسات احتكارية أدت إلى تغريمها 1,84 مليار درهم رفقة 8 شركا أخرى كإجراء تصالحي.
وأول أمس الاثنين، نر حزب العدالة والتنمية، الموجود في المعارضة، بيانا صادرا عن أمانته العامة تؤكد الأمانة العامة اعتبر فيه أن استمرار غلاء أسعار العديد من المواد الأساسية بالرغم من تراجع معدلات التضخم عامة عالميا ووطنيا، وأسعار النفط خاصة، ما هو إلا "نتيجة لاستفحال وضعيات الاحتكار والتواطؤ والجشع وغياب المنافسة الشريفة التي تميز عدد من مجالات الاقتصاد الوطني"، وأضاف "هي كلها مجتمعة نتيجة طبيعية لحالة تضارب المصالح التي يمثل أسوء صورة لها رئيس الحكومة".
وتابعت الوثيقة أن هذه الممارسات "بلغت أوجها بفوز شركة له ضمن تحالف شركات بصفقة تحلية مياه البحر بجهة الدار البيضاء – سطات، وتقديمه بعد ذلك ضدا على القانون بطلب للحصول على الدعم العمومي لهذا المشروع، بالإضافة إلى إقرار تخفيض ضريبي لهذا النوع من الشركات في قانون المالية لسنة 2023، وكذا فوز شركته مؤخرا بصفقة تزويد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بمبلغ 244 مليار سنتيم".
ويوم الأحد الماضي، اعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، المعارض أيضا، أن المغرب "لم يسبق له في تاريخه أن عرف ارتفاعا في كلفة الحياة والأسعار، مثلما يعرفه اليوم مع الحكومة الحالية"، رابطا "فشل الحكومة" بحماية مصالح أعضائها "الخاصة"، إما من خلال "الاستيراد" أو من خلال "الترويج في السوق الوطنية" أو عبر "شركات كبيرة"، معتبرا أن ذلك يمثل "تجسيد لما يُمكن أن يُطلق عليه بحكومة تضارب المصالح".
بنجلون والصفريوي
شهدت قائمة "فوربس إفريقيا"، حضور اسمين آخرين من المغرب، وكلاهما ينتميان لعالم المال والأعمال بالمغرب والقارة ككل، إلا أنهما، وعكس أخنوش الذي ظل وزيرا للفلاحة والصيد البحري طيلة 14 عاما قبل أن يصبح رئيسا للحكومة، لم يكونا أبدا جزءا من السلطة التنفيذية.
وحل عثمان بنجلون في المرتبة الـ18 بثروة مقاربة لثروة أخنوش وقيمتا 1,6 مليار دولار، وأشار الملف إلى أن الرجل البالغ من العمر 93 عاما، والذي يرأس "بنك أفريقيا"، حافظ على مكانته بين اللاعبين الرئيسيين في القطاع المالي على المستوى القاري، بتحقيقه نتيجة صافية قاربت 17 مليار درهم سنة 2023 وخُططه للتوسع أكثر في إفريقيا بما يشمل مصر ونيجيريا.
الاسم المغربي الآخر في القائمة التي تصدرها يوهان روبرت من جنوب إفريقيا بثروة مقدارها 13,2 مليار دولار، كان هو أنس الصفريوي، الذي احتل الرتبة الـ21 بإجمالي ثورة تقدرُ بمليار دولار، مصدرها الأساسي مجموعة "الضحى" العقارية التي لديها نشاط كبير في منطقة غرب إفريقيا، وخصوصا الكوت ديفوار والسنغال وغينيا، بالإضافة إلى استثماراته في صناعة الإسمنت عبر شركتي "إسمنت الأطلس - سيماط" و"إسمنت إفريقيا - سيماف".




