أياما بعد استهداف درون مغربي مسلحين من البوليساريو.. موريتانيا تغلق حدودها مع الجزائر القريبة من مخيمات تندوف

أغلقت موريتانيا جزءا من حددها البرية الشمالية، المجاورة للأراضي الجزائرية، والتي يُرجح أن تكون عناصر "البوليساريو" قد تسللت منها باتجاه المنطقة العازلة في الصحراء المغربية، وذلك بعد أيام من تنفيذ القوات المسلحة الملكية ضربة جوية هناك.

وأكدت تقارير إعلامية موريتانية أن نواكشوط أغلقت منطقة "البريكة" المجاورة لحدودها البرية الشمالية مع جارتها الجزائر، ناقلة عن مصادر في الجيش الموريتاني تأكيدها اعتبار هذا الموقع الحدودي، الواقع شمال شرق البلاد بالقرب من مخيمات تندوف في الجزائر، "منطقة محظورة على المدنيين".

وأورد موقع "أنباء أنفو" الموريتاني، نقلا عن المصادر ذاتها أن الخطوة تهدف إلى "تطويق تداعيات الانفلات الأمني"، وإلى "وقف استغلال المنطقة في أنشطة غير قانونية، بينها التهريب المنظم"، وتابع أنه "قرار لا يمكن عزله عن السياق الإقليمي والواقع الأمني الهش الذي يطبع الحدود بين موريتانيا والجزائر، خاصة في المناطق الصحراوية".

ونبّه التقرير إلى أن تلك المناطق "لطالما شكّلت بيئة خصبة للأنشطة العابرة للقانون"، مضيفا أن البريكة تعتبر "نقطة عبور رئيسية بين الأراضي الجزائرية والموريتانية، وتمرُّ عبرها شبكات التهريب، التي يصعب أحيانًا التمييز بين أنشطتها المعاشية وتلك المرتبطة بالجريمة المنظمة، بل وحتى ببعض التحركات المسلحة".

الأهم من ذلك أن المصدر أوضح أن هذه الخطوة "قد تحمل في طياتها رسائل غير مباشرة إلى جهات أخرى، مثل جبهة البوليساريو، التي تُعدُّ مخيمات تندوف معقلاً لها، وربما حتى إلى الجزائر ذاتها، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، ومحاولات نواكشوط الحفاظ على موقعها كطرف متوازن ولكن يقظ".

وكانت مصادر مغربية وأخرى موالية لـ"البوليساريو" قد أفادت، قبل أيام بمصرع من يُعرف بـ"قائد الناحية العسكرية السادسة" في صفوف جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إثر ضربة جوية نفذتها طائرة مسيّرة تابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية، استهدفت تحركات معادية في محيط منطقة المحبس، قرب الجدار الأمني.

القائد الذي لقي مصرعه يُعد رابع "قائد للمنطقة السادسة" الذي يسقط منذ إعلان "البوليساريو" الانسحاب من قرار وقف إطلاق النار في نونبر 2021، ويُعتقد أن تمكن من الوصول إلى موقع استهدافه قادما من موريتانيا وليس من الجزائر.

وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد رُصدت عربة عسكرية محملة بقذائف من نوع "غراد" وهي بصدد التسلل إلى المنطقة العازلة بغرض تنفيذ هجوم عدائي، قبل أن يتم التدخل بشكل حاسم، وقد أسفر القصف عن تدمير كامل للسيارة المستهدفة، ومقتل جميع العناصر الذين كانوا على متنها.