الجزائر تستنجد برئيس البرلمان الكيني المقرب من "البوليساريو" بعد إعلان بلاده دعم الحكم الذاتي المغربي في الصحراء
بدأت الجزائر تحركاتها الدبلوماسية في مواجهة موقف نايروبي الجديد من قضية الصحراء، الداعم لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغرية، إلا أن ذلك لم يكن عبر رئاسة الجمهورية أو الحكومة، وإنما عبر رئيس البرلمان، امعروف بقربه من جبهة "البوليساريو" الانفصالية.
وأعلن موزيس ويتانغولا، رئيس الجمعية الوطنية الكينية، في منشور على حسابه في موقع "إكس"، أنه التقى السفير الجزائري في نيروبي، ماحي بومدين، الأربعاء الماضي، وأجريا عا مشاورات ثنائية، في الوقت الذي لا زالت فيه الجزائر تلتزم الصمت بخصوص الموقف الجديد لكينيا.
المسؤول الكيني قال إنه أجرى لقاء وديا مع السفير الجزائري، وأضاف "ناقشنا المصالح الثنائية المشتركة واستعرضنا سبل تعزيز الدبلوماسية البرلمانية بين بلدينا"، لكنه لم يتحدث حول ما إذا انا قد تطرقا للتحول الحاصل في موقف بلاده من قضية الصحراء.
واكتفى ويتانغولا بالقو إنه أطلع السفير على زيارته الأخيرة إلى البرازيل للمشاركة في الحوار الثاني بين البرازيل وأفريقيا حول الأمن الغذائي، حيث ناقش القادة استراتيجيات مستدامة لتعزيز الأمن الغذائي وتعزيز التنمية الزراعية القادرة على الصمود.
وكان ويتانغولا وزيرا لخارجة كينيا خلال الفترة ما بين 2008 و2012، وقبلها كان مساعدا لوزير الخارجية منذ 2003، وهي المرحلة التي كانت فيها نيروبي داعما رئيسيا لجبهة "البوليساريو" في إفريقيا، وتعترف بما يسمى "الجمهورية الصحراوية".
ولدى ويتانغولا علاقات قوية مع الجزائر، حيث سبق أن اجتمع بالرئيس عبد المجيد تبون في فبراير من سنة 2023، بحضر وزير الخارجية الجزائري حينها رمطان لعمامرة، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، عبد العزيز خلف، دون الكشف عن مضامين الاجتماع الذي جرى بعد أشهر من إعلان الرئيس ويليام روتو نيته تجميد الاعتراف بـ"البوليساريو".
وأعلنت جمهورية كينيا أنها تعتبر المخطط المغربي للحكم الذاتي بمثابة المقاربة المستدامة الوحيدة لتسوية قضية الصحراء، مشيدة بالتوافق الدولي المتزايد والدينامية التي يقودها الملك محمد السادس الداعمة لهذا المخطط، وذلك التزامن مع تدشين سفارة لها بالرباط لأول مرة.
وعبرت جمهورية كينيا عن هذا الموقف، في بيان مشترك صدر عقب لقاء جرى، يوم 26 ماي الجاري بالرباط، بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والوزير الأول، وزير الشؤون الخارجية وشؤون المغتربين بجمهورية كينيا، موساليا مودافادي، الذي اجتمع في وقت لاحق أيضا برئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وجاء في البيان المشترك أن كينيا "تعتبر مخطط الحكم الذاتي، بمثابة المقاربة المستدامة الوحيدة لتسوية قضية الصحراء، وتعتزم التعاون مع الدول التي تتقاسم الرؤية نفسها من أجل تفعيل هذا المخطط"، وفي هذا السياق، "تشيد كينيا بالتوافق الدولي المتزايد والدينامية التي يقودها الملك محمد السادس الداعمة لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية، باعتباره الحل الوحيد الواقعي والموثوق والواقعي لتسوية هذا النزاع حول الصحراء".
وشدد المسؤولان على "الإشراف الحصري للأمم المتحدة على العملية السياسية الأممية، وجددا دعمهما لقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، لا سيما القرار 2756 لسنة 2024، وخلص البيان إلى أن المملكة المغربية "تعبر عن تقديرها لاعتراف كينيا بتعاون المغرب المستمر مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، من أجل دفع العملية السياسية قدما على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".




