"لارام" تختار "بوينغ" مجددا لاقتناء عشرات الطائرات الجديدة.. و"إيرباص" تكتفي بالتفاوض حول حصة أصغر مكونة من 20 وحدة

أصبحت الخطوط الملكية المغربية قريبة من إبرام صفقة جديدة مع شركة صناعة الطيران الأمريكية "بوينغ"، للحصول على العشرات من طائراتها ضمن خطتها مع الحكومة لمضاعفة أسطول الناقل الوطني ضمن اتفاق إطار يستمر إلى غاية 2037، على الرغم من منافسة "إيرباص" الأوروبية.

ووفق "رويترز" فإن "لارام" تقترب من إبرام صفقة مع شركة "بوينغ" الأمريكية لشراء عشرات الطائرات لتجديد أسطولها، في وقتٍ تسعى فيه شركة "إيرباص" لكسب "موطئ قدم نادر"، من خلال طلبية أصغر تشمل 20 طائرة من طراز A220، وذلك حسب ما أفادت به مصادر في قطاع الطيران يوم الأربعاء.

ودخلت الخطوط الملكية المغربية في مفاوضات منذ أكثر من عام لتحديث أسطولها الذي يتكوّن بالكامل تقريبًا من طائرات "بوينغ"، ومن المتوقع، وفق المصدر ذاته، أن تظل متمسكة بمُوَردها التقليدي لتلبية الجزء الأكبر من احتياجاتها، بما في ذلك طائرات 737 ماكس و787 دريملاينر، وذلك خلال معرض باريس للطيران الذي يُعقد الأسبوع المقبل.

وفي يونيو الماضي أكد الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، حميد عدو، أن الشركة شرعت في دراسة مجموعة من العروض لاقتناء حوالي 200 طائرة في سبيل استراتيجية بعيدة المدى، تهدف إلى مضافة أسطولها الحالي المكون من 50 طائرة فقط، معلنا إجراء مفاوضات مع 3 شركات هي "بوينغ" الأمريكية و"إيرباص" الأوروبية و"إمبراير" البرازيلية.

ووفق ما كشفت عنه وكالة "بلومبرغ" حينها، فإن "لارام" تُقيم عروضا من إيرباص وبوينغ وإمبراير بهدف تقديم طلبية كبيرة من الطائرات بحلول شتنبر المقبل، مبرزة أن حوالي ثلثي الطائرات الـ188 التي تسعى الشركة لطلبها ستكون طائرات صغيرة الحجم.

وأورد المصدر نفسه أن الطائرات الأخرى، أي حوالي الثلث، ستكون طائرات كبيرة الحجم بسعة تفوق 350 مقعد، وهي مخصصة للرحلات الطويلة، حسبما صرح الرئيس المدير العام للشركة عبد الحميد عدو في مقابلة له في دبي، مبرزا أن الشركة تسعى أيضا لشراء 30 طائرة إقليمية كجزء من الطائرات صغيرة الحجم.

وكان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قد وقَّع مع عدو، في 11 يوليوز 2023 بالرباط، عقد برنامج 2023-2037، في إطار "المجهودات التي تبذلها الحكومة، تفعيلا للتوجيهات الملكية لتعزيز مكانة ودور النقل الجوي في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي، ومواكبة طموح المملكة لبلوغ 65 مليون مسافر في أفق سنة 2037"، وفق بلاغ حكومي.

وتم رفع مساهمة الدولة في رأسمال شركة الخطوط الملكية المغربية، وذلك في إطار "مواكبة الحكومة للمشروع الاستثماري الضخم للشركة، وتنزيل مخططها التنموي ودعم تنافسيتها، وكذا تجويد ورقمنة خدماتها"، وذلك حسب العقد البرنامج، الذي سيتضح فيها بعد، بناء على تصريحات إعلامية صادرة عن عدو، أن قيمته 25 مليار دولار.

وبموجب هذا التعاقد، ستضاعف الخطوط الملكية المغربية أسطولها الجوي 4 مرات، لتنتقل من 50 طائرة إلى 200 خلال 15 سنة، كما ستقوم بتطوير خطوط جوية تواكب خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة، من خلال الانفتاح على وجهات دولية جديدة، إضافة إلى تعزيز الروابط بين الجالية المغربية المقيمة بالخارج وأرض الوطن، وفك العزلة عن مجموعة من مناطق المملكة وتسهيل حركية التنقل بينها، عبر تعزيز الربط الجوي الداخلي بـ46 رحلة جديدة، حسب ما جاء في إعلان رئاسة الحكومة.