الخارجية الفرنسية: الحكم بسجن الصحفي كريستوف غليز 7 سنوات "قاس" و"مؤسف".. ووضعنا طلبا لدى السلطات الجزائرية لزيارته
عبرت فرنسا، اليوم الإثنين، عن "أسفها الشديد" للحكم الصادر في حق الصحافي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز، الذي حُكم الأحد عليه بالسجن 7 سنوات من طرف القضاء الجزائري، بعد إدانته بعدة تهم من بينها "تمجيد الإرهاب"، وهو الحكم الذي وصفته بـ"القاسي".
وأورد بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية، أن باريس عبرت عن "أسفها الشديد للحكم القاسي" الصادر بحق الصحافي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز الذي حكم عليه بالسجن سبع سنوات في الجزائر، بتهم أبرزها "تمجيد الإرهاب"ز
وأضافت الوزارة، وفق الوثيقة التي نشرت مضامينها وكالة الأنباء الفرنسية AFP، أنه "تم تقديم طلب للحصول على تصريح زيارة بمجرد صدور الحكم بالإدانة"، مؤكدة تمسك فرنسا "بحرية الصحافة في جميع أنحاء العالم".
ووفق ما أعلنته منظمة مراسلون بلا حدود ومجموعة "سو بريس" الإعلامية التي يعمل معها غليز، فإن الحكم صدر عن المحكمة الأولى في مدينة تيزي وزو تم يوم الأحد 29 يونيو الجاري، في أعقاب مراقبة قضائية استمرت 13 شهرا منذ توقيفه في ماي 2024.
ومن المرتقب أن يتم استئناف الحكم في اليوم الاثنين، غير أن إعادة المحاكمة لن تجرى قبل الدورة القضائية المقبلة في الجزائر، التي تنطلق في أكتوبر المقبل، وفقا لمصادر قضائية تحدثت لوكالة الأنباء الفرنسية.
وغليز، البالغ من العمر 36 عاما، هو صحافي مستقل يساهم بانتظام في مجلتي "سو فوت" و"سوسايتي" التابعتين لمجموعة "سو بريس"، كان قد دخل الجزائر في ماي 2024 بهدف إعداد تحقيق صحافي عن نادي شبيبة القبائل الرياضية، أحد أبرز الأندية في منطقة القبائل، حيث أوقفته السلطات في 28 ماي بمدينة تيزي وزو.
ورغم دخوله البلاد بتأشيرة سياحية، فإن ما فجر الملف، بحسب الرواية الرسمية، يعود إلى اتهامه بالاتصال في سنوات سابقة (2015 و2017) مع رئيس نادي تيزي وزو لكرة القدم، الذي كانت له أيضا صلة تنظيمية بحركة "الماك" (حركة تقرير مصير منطقة القبائل)، التي صنفتها السلطات الجزائرية كتنظيم إرهابي منذ عام 2021.
لكن منظمة "مراسلون بلا حدود" اعتبرت أن هذه الاتهامات "لا أساس لها من الصحة"، مشيرة إلى أن الاتصالين المذكورين جريا قبل التصنيف الإرهابي للحركة بسنوات، أما التواصل الأخير الذي تم عام 2024 فكان ضمن عمله المهني على نادي شبيبة القبائل، دون أي طابع سياسي أو تحريضي، وهو ما لم يُخفه الصحافي إطلاقًا.
وفي تعليقه على الحكم، قال تيبو بروتين، المدير العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، إن "الحكم عليه بالسجن سبع سنوات لا معنى له، ولا يثبت إلا حقيقة واحدة، لا شيء يفلت من السياسة اليوم، وقد أضاع النظام القضائي الجزائري فرصة مهمة لإظهار صورة مشرفة في هذه القضية".




