مقترح حزب "فوكس" بحظر عيد الأضحى يفجّر جدلا سياسيا في إسبانيا

 مقترح حزب "فوكس" بحظر عيد الأضحى يفجّر جدلا سياسيا في إسبانيا
الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي
الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 19:28

أشعل مقترح جديد تقدّم به حزب "فوكس" اليميني المتطرف داخل لجنة الثقافة بمجلس الشيوخ الإسباني نقاشا حادا حول حدود الهوية الوطنية والحرية الدينية، بعدما دعا الحزب إلى حظر الاحتفال بعيد الأضحى، الذي وصفه بأنه طقس ديني إسلامي لا يمتّ للثقافة الإسبانية بصلة. 

المقترح الذي عرضَه النائب "فرناندو كاربونيي" دعا الحكومة المركزية إلى ما أسماه منع هذه الممارسة الأجنبية، في إطار ما اعتبره الحزب دفاعا عن الهوية الثقافية الإسبانية والتقاليد الوطنية، وهي التي قوبلت برفض قاطع من مجمل التكتلات البرلمانية، بما في ذلك الحزب الشعبي المحافظ، أقرب حلفائه في عدد من الحكومات المحلية، والذي رفض الانخراط في ما وصفه بالطرح الإقصائي الذي يسيء إلى التعايش داخل المجتمع الإسباني. 

وأكد ممثلو الحزب الشعبي خلال الجلسة أن الدفاع عن التقاليد الاسبانية لا يجب أن يتم عبر مواجهة ثقافات الآخرين أو المساس بحقوق فئات دينية تمارس شعائرها في إطار القانون، أما الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم، فقد ردّ على المقترح بنبرة حادة، واصفا إياه بأنه “من أكثر المبادرات المخزية التي نوقشت في اللجنة”.

وشددت الحزب الاشتراكي على أن عيد الأضحى يُمارس في إسبانيا ضمن الإطار القانوني وبما ينسجم مع مبدأ حرية المعتقد الديني الذي يكفله الدستور الإسباني، مضيفا أن أن هذا العيد يشكّل جزءا من التنوع الثقافي الذي يميز إسبانيا، بما يحمله من تداخل بين الموروث الإسلامي والمسيحي واليهودي، كما انتقد الحزب الاشتراكي التحركات التي يقودها فوكس والتي لا تخدم سوى الخطابات العنصرية وتتناقض مع قيم التعايش التي تأسست عليها الدولة الإسبانية الحديثة.

وسبق لحزب "فوكس" بمدينة سبتة ذات الغالبية المسلمة، سنة 2023، أن لجأ إلى القضاء للطعن في قرار المجلس المحلي باعتبار عيد الأضحى يوما رسميا، غير أن المحكمة الإدارية العليا في الأندلس رفضت الطعن، معتبرة أن القرار لا يتعارض مع التشريعات الوطنية، وأنه يعكس الواقع الاجتماعي والثقافي للمدينة.

ولم تتوقف مواجهات الحزب اليميني عند حدود سبتة، إذ شهدت منطقة مورسيا صيف 2024 جدلا مماثلا بعدما صادق تحالف بين الحزب الشعبي وفوكس على قرار يمنع إقامة صلاة العيد واحتفالات نهاية رمضان في الساحات العامة، ما أثار استنكارا واسعا من منظمات المجتمع المدني والجمعيات الدينية، ودفَع عددا من الشخصيات السياسية إلى التحذير من نزعة تمييزية متنامية تمسّ إحدى المكونات الأساسية للنسيج الإسباني.

ما يجب قوله للإسبان في مدريد؟

في الوقت الذي تعقد فيه الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، اليوم الخميس، بمدريد الدورة الثالثة عشرة من الاجتماع الرفيع المستوى، مع ما يعكس ذلك من تطور كبير في العلاقات الثنائية بين ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...