عبد الرزاق مَقْري ينتقد اطلاق سراح صنصال مُعتبرا أن التدخل الألماني هو مناولة للفرنسيين
انتقد رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية سابقا، عبد الرزاق مَقْري، إطلاق سراح الكاتب الفرنسي/الجزائري بوعلام صنصال بتدخل من الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير.
واعتبر مقري أنه لو تم إطلاق سراح بوعلام صنصال دون تدخل أجنبي بعد الاتهامات التي وصفها بـ"خطيرة" التي اتهم بها (ومع وجود سجناء سياسيين لا يلتفت إليهم) لكانت مصيبة، أما إطلاق سراحه بعد التدخل الأجنبي فالمصيبة أعظم. وفق وصفه.
وأكد رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية سابقا، أن التدخل الألماني هو مجرد مناولة للفرنسيين في هذه القضية، مشيرا إلى أن رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية أكد يوم 11 نونمبر، وفق جريدة "لوموند"، بأنهم قد جاءتهم إشارات من الطرف الجزائري تفيد أنهم يريدون استئناف الحوار وأن شروط فرنسا معروفة ومنها إطلاق سراح السجينين بوعلام صنصال والصحفي الفرنسي كريستوف".
وشدّد عبد الرزاق مقري أن التدخل الألماني يساهم في رفع الحرج عن الجزائريين لكي لا يظهروا بأنهم خضعوا للشروط الفرنسية. مشيرا إلى أن إطلاق سراح صنصال بتدخل أجنبي يعني أن اتهامات الخيانة المصرح بها رسميا لها حماية أجنبية، وأن استعمال الحق الدستوري في المعارضة السياسية أو في التعبير الفكري والعلمي المخالف للتوجه الرسمي جريمة لا يوجد من يشفع لأصحابها، على غرار ما وقع للصحفي عبد الوكيل بلام والدكتور محمد بلغيث وغيرهما من السجناء السياسيين.
واعتبر الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أنه حين يُطلق صنصال كناشط عمل لفائدة مصالح أجنبية ضد الجزائر، وصاحب تصريحات خطيرة في ملفات خارجية، ويبقى في السجون أصحاب الاتجاه الوطني والإسلامي المعروفين بصدق ولائهم لبلدهم وأمتهم، معنى ذلك أن الأقليات المشبوهة ذات نفوذ حاسم في البلد، وأن "الأغلبية في بلادنا لا وزن لها".
وذكر مقري أن صنصال اتهم في تصريح رسمي بأنه "خائن لا يعرف أباه" و قال إن "نصف الجزائر ملك لدولة أخرى". وذلك - يضيف مقري - ردا على قوله بأن ثمة مدنا مغربية أعطتها فرنسا للجزائر، كما صرّح سابقا بعظمة لسانه تصريحا تابعه الملايين على اليوتيوب بأنه كان وسيطا لضبط موعد بين الإسرائلين والرئيس زروال ووزيره للصناعة في منتدى ديفوس عام 1997. ثم لما لم ينجح في ذلك التقى - وهو إطار في وزارة الصناعة - مع الإسرائيليين دون علم وزير الصناعة.
وأشار مقري في تدوينة طويلة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" أنه حين يُطلق سراح صنصال الذي اتهم بالخيانة، وحين يُصرح وزير الداخلية بأنه تغاضى عن فساد متكرر لرئيس بلدية بسبب سنه "سبعين سنة"، ويبقى في السجن محمد بلغيث الذي هو كذلك في سن سبعين سنة، وعبد الوكيل بلام بسبب شدة تصريحاته السياسية المعارضة، وحين يتعرض المعارضون السياسيون الشرفاء إلى مختلف أنواع التضييق والتشويه والحصار الإعلامي، معنى ذلك أن الجريمة والخيانة في بلادنا هي المعارضة الفكرية والسياسية (المشروعة دستوريا وفي الأعراف الدولية)، ومؤدى ذلك أننا نعيش انقلابا في سلم القيم، وأن المعروف صار منكرا والمنكر صار معروفا. وهذا لا يبشر بالخير من ناحية السنن الاجتماعية. يختم مقري تدوينته.




